ومؤخرًا، رفعت أمانة المنطقة الشرقية، 16 طنًا من المتروكات في سوق الحراج، وضبطت الباعة الجائلين ومخالفي نظام الإقامة، بالإضافة إلى مصادرة أكثر من طن ونصف الطن من الخضراوات خلال حملة رقابية على الباعة الجائلة، وذلك بالتعاون مع الضبط الإداري بشرطة الدمام، مع إحالة المخالفين لاستكمال باقي إجراءات وجزاءات البلدية، والتنسيق مع الجمعيات الخيرية لتسليمها الصالح من المصادرات.
وتواصل البلديات التابعة لأمانة المنطقة الشرقية، جهودها في رفع البسطات المخالفة للباعلة الجائلة، التي تعد من أهم أسباب التكدسات الاجتماعية في أسواق النفع العام، وذلك بالتعاون مع شعبة الأمن الوقائي بشرطة الدمام.
بيئة غير مناسبة وعدم توافر الشروط الصحية
قال المهندس الزراعي المتخصص في صناعة الأغذية محمد الشعراوي، إن ظاهرة الباعة الجائلة في الشوارع والطرقات لبيع الخضراوات والفواكه، دون أخذ الاحتياطات والإجراءات الصحية لبيع هذه المنتجات، تشكل خطرًا على الصحة العامة، إذ تتعرض الخضراوات والفاكهة لأشعة الشمس المباشرة، والأتربة، والغبار، وعوادم المركبات، والحشرات، وبذلك يصيبها التلف والعطب وربما العفن، موضحًا أن وجودها في بيئة غير مناسبة وغير مجهزة لحفظها يعرض الأطفال وكبار السن خاصة للأمراض لعدم توافر الشروط الصحية، وجهل مصدرها ومدى صلاحيتها.
وأشار إلى أن هذا التصرف يشوه المنظر العام، ويكون منظرًا غير حضري وغير لائق، ويعرض المواطنين لخطر الحوادث المرورية عند عرض الخضار في أطراف الشارع بالرغم من تشديد الجهات المختصة، وإيضاح الغرامات والمخالفات الناتجة عنها.
ونصح م. الشعراوي، المجتمع والمواطنين، بتجنب الشراء من الباعة الجائلة، والتوجه للأماكن المخصصة، التي تتم مراقبتها من قبل البلديات والأمانات؛ حرصا على سلامة المواطن.
توفير أماكن مخصصة ومجهزة
أكد المواطن خليفة الخليفة، أن السلبيات الناتجة عن عرض الباعة الجائلة المخالفين للخضار والفاكهة في أوساط الشوارع والأرصفة، كثيرة، وأهمها ترك المخلفات وراءهم، وتشويه الصورة والمظهر العام للمدن، من حيث تمركزهم في أماكن عامة، وكذلك التسبب في التلوث البصري الناتج عن عرض البضائع في أوعية مشوهة وبالية.
واقترح أن توفر أمانات المناطق، أماكن مخصصة ومجهزة بوسائل النظافة والتعقيم، وتحديد الأشخاص المناسبين لبيع هذه المنتجات مع وضع الشروط والالتزامات الصحية.
وأوضح أن الكثير من أفراد المجتمع لا يتفاعل إيجابيًا تجاه هذه الظاهرة، نظرًا لزهد الأسعار، بغض النظر عن الجودة والنظافة، وقال: «أنا شخصيا لا أثق في هذه المنتجات ولا أبتاع منهم»
مضايقات للمارة وتكدس السيارات
ذكر المواطن سالم القحطاني المواقف، التي تتسبب بها هذه الظاهرة، من مضايقات للمارة في الشوارع والأرصفة، وتكدس السيارات في أماكن عشوائية، مؤكدًا ضرورة وضع أماكن مخصصة للباعة في كل حي تحت إشراف أمانات مختلف المناطق.
وشدد على أهمية تفاعل المجتمع، ودور المواطنين في تقديم البلاغات عند ملاحظتها، ومقاطعة هذا الأسلوب، وعدم شراء منتجاتهم؛ لرخص البضاعة فقط، وذلك لأن المنتجات التي يتم بيعها في الشارع تكون معرضة للأتربة والشمس وغير نظيفة.
تقديم البلاغات وتكثيف الرقابة
اقترح المواطن خالد العثمان، وضع فرق رقابية على مدار 24 ساعة في مختلف الأحياء، بسبب تواجد الباعة الجائلة في أوقات مختلفة، خاصة في ضاحية الملك فهد، وذلك لما تسببه الرقابة المحدودة من تكرار هذه المخالفة.
وقال: «نعلم أن البائع المتجول يحصل على هذه المنتجات بسعر رخيص جدًا، ويتم بيعه بسعر يراه المستهلك أوفر من أن يأخذه من محل تجاري، وهنا نعود للمشكلة الأكبر، وهي أخذ منتجات بسعر أقل وأتسبب لنفسي ولعائلتي بمشاكل أكبر بسبب تخزين وعدم معرفة مصدر المنتج».
وأشار إلى أهمية تجنب التعامل مع مَنْ لا يملكون تصاريح رسمية وتقديم البلاغات عند ملاحظة أسلوب هذا البيع.