اليوم يتعرض اللواء أشرف ريفي لحملة ادعاءات من «حزب الله»، في أي إطار تضعها؟ وما الهدف المباشر منها؟
- لدى الوصاية السورية والإيرانية، مدرسة واحدة، كل مَنْ يعارض توجههم يُجرم، عندما دخل النظام السوري إلى «باب التبانة» في طرابلس وخلال 48 ساعة استشهد 800 شخص نتيجة تفضيلهم موقف العز على الخضوع للوصاية، نتيجة معارضتي للوصاية الإيرانية كما سبق وعارضت السورية نُشيطن لإسكاتنا وللرضوخ أمام الأمر الواقع، لكننا لن نقبل بذلك، نجحوا في قطع أوصال لبنان مع العالمين العربي والغربي، مع العلم بأن رئتنا التنفسية هي عربية وليست فارسية، «حزب الله» هم عملاء إيران، وللأسف قرأوا التاريخ بشكل خاطئ، وأعدوا مشروعاً وهمياً غير قابل للتحقيق إلا لفترات زمنية محدودة جداً.
إلى أي مدى تؤكد هذه الادعاءات أنك تزعج «حزب الله»؟ وهل تعطيك اندفاعة للمضي قدماً في مواجهته؟
- لا شك بذلك، نحن أولاد مدرسة وطنية وحينما كنت مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، كنت متفانياً للدفاع عن أمن الوطن، واليوم في السياسي نحن متفانون لبناء الدولة التي نحلم بها، «حزب الله» إما يذهب باتجاه الحملات الإعلامية من خلال أبواقه لإجبارنا على السكوت، أو قد يذهب باتجاه إلحاق الأذى الشخصي والجسدي وصولاً الى الاغتيالات، أغلبية فريقنا اغتيل، هنالك 8 شهداء في قوى الأمن الداخلي تم اغتيالهم، فإذا كان ثمن التضحية حياتنا من أجل الوطن فلن أتردد، لذلك أقول له لقد أخطأت بالعنوان، اليوم لجأ إلى القضاء اللبناني بالوقت الذي لم يكن يعترف فيه بوجود قضاء، وجلّ ما يريده هو إسكاتنا عن جريمة العصر، لهذا لن أسكت مهما علت تهديداته، كوننا مؤتمنين على هذا الوطن ونحن سنعيد بناءه كما نريد.
ماذا تقول في إعلان السلطات الإيطالية أن «حزب الله» مسؤول عن إدخال أكبر شحنة كبتاجون إلى إيطاليا؟
- كان لافتا هذا الخبر، الذي هو شراكة بين النظام السوري و«حزب الله»، هذه منظومة إجرامية ـ إرهابية، تعتاش على مصالح غير مشروعة، ما تم ضبطه يعدّ كمية غير مسبوقة، ومن الممكن لها أن تسمم قارة بأكملها، فمن يتحمل مسؤوليتها؟، فعلى حساب صحة الناس وسمعة دولتنا يسعون إلى تأمين تمويل لهم، لذلك، من الجيد تم كشف هوية أصحابها، ولذلك سيدفعون ثمناً غالياً جداً جراء ذلك، فهم مجرمون وقتلة وجلّ ما يسعون له هو تأمين تمويل لهم خدمة لمشروعهم الوهمي.
سبق واتهمت «حزب الله» وإيران بانفجار المرفأ، ما الدليل على ذلك؟
- تحدثت أمام المحقق العدلي بشكل علني، أنا أتحدث بناء على معلومات وخبرة أمنية والأيام ستثبت مَنْ يتمكن من وضع مواد متفجرّة في منشأة حيوية تكتظ بالبشر لمدة 7 سنوات، ولا أحد طالبهم برسوم إيجار الأرصفة والتخزين، فهذه المواد تستقدم بناءً على شروط محددة وصارمة جداً، وتخزّن وفق شروط معينة، وكل ذلك لم يراع، ومَنْ بإمكانه تجاوز هذه الإجراءات غير مَنْ هو أقوى من الدولة ألا وهي دويلة «حزب الله»، فنحن نعلم أن هنالك مربعا أمنيا لـ«حزب الله» داخل المرفأ، فإن كانت هذه المتفجرات ليست له لكان ضبطها أو طلب من الدولة ضبطها، لدى «حزب الله» العديد من المجموعات الإرهابية، التي سبق وضبطت واحدة في قبرص وأخرى في العبدلي ـ الكويت، وفي ألمانيا وتايلاند وجميعهم كانوا يملكون نيترات أمونيوم، هنالك تعمد لإخفاء مسار الباخرة وملكيتها ولو كانت تجارة مشروعة لما كان هنالك تخفٍ في مسارها.
هل تعتقد أن انفجار الكارثة، كان بمثابة استيقاظة للشعب اللبناني بمشروع «حزب الله» التدميري؟
- لا شك في ذلك، كان «حزب الله» يدعي أنه يحمي الأقليات من الخطر الإسرائيلي والخطر التفكيري، حتى تبيّن أنه هو الخطر عليهم، كما يقال إن الإطفائي يشعل الحريق ليقول «أنا مَنْ سيطفئه»، ثلث العاصمة بيروت دُمر جرّاء الانفجار، هنالك 200 شهيد و7 مفقودين في المقابل هنالك آلاف الجرحى والمتضررين، مَنْ المسؤول عن ذلك؟.. «حزب الله» الذي كان يدعي أنه حامي اللبنانيين تبيّن أنه قاتلهم ومهجرهم ومدمّر البلاد.
في أي إطار تضع تمييع التحقيقات في قضية المرفأ؟ وهل تعتقد أنه من الضروري اللجوء إلى القضاء الدولي؟
ـ أخشى أن يكون هنالك مَنْ يريد أن يصوّب التحقيق إلى الدهاليز، وسبق ونبهّنا أنه لا يجوز أن يقتصر التحقيق على الإهمال أو التقصير، فالبعد الأساسي لهذه الجريمة هو إرهابي، فليحاسب المهمل والمقصر ولكن فليحاسب الإرهابي الذي استقدم المتفجرات وسمح بإفراغها في منشأة حيوية وأبقاها لسبع سنوات ومن ثم فجرها، أميل إلى أن هذه المتفجرات أدخلها «حزب الله» لصالح النظام السوري ولكن إسرائيل مَنْ فجرتها.
هل أصبح لبنان في بداية نهاية خروجه من براثن المشروع الإيراني؟
- حتماً ذلك، انتهى الدور القذر لإيران، فمَنْ يضع إستراتيجية الدول الكبرى هو مَنْ نسميه الدولة العميقة، أي جهاز المخابرات، ففي العقل الأمني حينما يكون العميل فردا أو نظاما عندما ينتهي من دوره، خصوصاً إذا كان قذرا يسعى إلى تصفيته، لهذا انتهى دورهم، في العراق هناك بداية التحول نحو خروج إيران، أما في سوريا فهنالك تصفية للوجود الإيراني، لهذا، أدعو الشعب اللبناني إلى أن يصمدوا في ثورتهم وبوطنكم نحن في نهاية مرحلة.
كيف تصف قرار المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ وهل تعتبره اتهاماً مباشراً لـ«حزب الله»؟
- بشكل طبيعي، لا يمكن في مجلس الأمن اتخاذ أي قرار قبل استبعاد اتهام الرؤساء والكيانات، لهذا فقرار المحكمة الدولية لا يمكنه اتهام رئيس أو كيان، لهذا فالاتهام حصراً بالأسماء، أكدت المحكمة الدولية أن جريمة الاغتيال هي جريمة منظّمة وليست فرديّة إلا أن الأدلة كانت حاسمة باتجاه سليم عياش وليس آخرون، إلا أنني أعتبر أنه كانت لدينا أدلة كافية لاتهام الفريق الآخر أي المتهمين الآخرين بالقضية، اتهام سليم عياش يؤكد أن «حزب الله» إرهابي ونحن نعلم أن هذه التنظيمات توليتارية لا يمكن أن يتحرك فرد منها إلا بأوامر مركزية.. لذلك، هنالك قرار سوري ـ إيراني لتصفية الرئيس الحريري، وقرار المحكمة الدولية يؤكد أن «حزب الله» قتل الحريري كما وسام الحسن ووسام عيد ومحاولة اغتيال مروان حمادة، وذلك بالاستناد إلى الدلائل الأمنية.
ما الذي يستلزم من الشعب اللبناني لاستعادة الدولة، السيّدة، الحرة، المستقلة؟
- الاستمرار برفضه للواقع القائم، المضي قدّماً في ثورته، للوصول إلى إسقاط الطبقة السياسية، بالإضافة إلى «حزب الله»، الذي تبيّن أن لديه منافع مادية وسلطوية ومن أجل ذلك باعت البلد، لهذا يجب محاسبتهم واستعادة المال المنهوب، من أجل استعادة لبنان.
كيف ترى انعكاس الثورة اللبنانية على السياسة في البلاد؟
- الثورة روح ووجدان وهي تعيش مع كل لبناني، الشعب اللبناني قام بصرخة رفض للواقع القائم بكل ألوانه وطوائفه، بخطاب لا مذهبي، لا طائفي، لا توجد ثورة تتمكن من تحقيق التغيير بيوم أو بآخر، فواقع السلطة القائمة يكفي لدعوة الشباب للانتفاض على هذا الواقع لبناء الدولة، لقد نهبوا الدولة وأموالها ودفعوا المكونات اللبنانية للوقوف بوجه بعضهم البعض، وفي الوقت ذاته انهارت كل قطاعات لبنان، كالقطاع المصرفي والاستشفائي والتعليمي، تحوّل البلد إلى جهنم كما سبق وقال الرئيس ميشال عون، ولكنه نسي أن يخبرنا مَنْ أخذنا إلى جهنم، حكماً هنالك طبقة سياسية مسؤولة عن ذلك، ولكن بسبب هذا العهد تفاقمت الأمور كونه أسوأ وأفشل وأضعف عهد أخذ البلد إلى الانهيار.
هل تعتقد أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيتمكن من تأليف الحكومة، وفي أي إطار تضع العراقيل المستمرة في وجه الحكومة؟
ـ لا أجد أنه سيتمكن من إنجاز التأليف منذ البداية، وكان يجب قراءة الإستراتيجيات، فقبل الانتخابات الأمريكية كان هنالك إمكانية لكي يتم التجديد لترامب عندها تحركت ورقتان في لبنان الأولى هي الورقة الحكومية، والثانية ورقة التفاوض مع إسرائيل وعندما تبدلت الاحتمالات في واشنطن جمّدت الورقتان، لذلك، التسوية الرئاسية حوّلت البلد إلى رهينة كاملة بيد الإيراني وهو بدوره حوّل البلد إلى ورقة بين يديه.
كما بات معلوماً أنك تتحضر لإعلان تيارك السياسي، هل سيكون محصوراً بشمال لبنان، ومتى سيتم الإعلان عنه؟
ـ سيكون على مستوى لبنان بكامله، سبق وتقدمنا علما وخبرا إلى وزارة الداخلية إلا أننا لم نتمكن من الحصول عليه لحسابات سياسية معروفة، إلا أن وضعنا الآن أصبح قانونيا، لهذا نقوم بتأسيس هيئات تأسيسية في المناطق بانتظار الأوضاع، لإعلان المؤتمر التأسيسي الأول.