ويُعد سوق الليل بـ«تاريخية ينبع» من أقدم الأسواق على ساحل البحر الأحمر، إذ يمتد تاريخه إلى مئات السنين تتجاوز الـ 500 عام، منذ أن كان وجهة رئيسة للبحارة والتجار القادمين من أفريقيا إلى ميناء ينبع القديم، ليشهد تبادل السلع وعقد الصفقات التجارية، وتوفير مستلزمات الصيادين الذين كانوا يقصدونه ليلًا قبل انطلاقهم في رحلاتهم بالبحر، ليصبح اسمه فيما بعد «سوق الليل».
واجهة حضارية
السوق يُعد واجهة حضارية، وجزءًا من الهوية الثقافية لينبع؛ لتميزه بمنتجات قد لا تتوافر في أسواق أخرى، سواء داخل ينبع أو بالمناطق المحيطة بها، مثل السمك الجاف والبن والهيل والحناء والملوخية والتمر والرطب وغيرها.
مشاريع تأهيلية
وشهد السوق في السنوات الأخيرة العديد من المشاريع التأهيلية التي أعادت إليه رونقه، وأعادته مرة أخرى إلى الحياة بعد توقف قرابة نصف قرن، حيث عادت الحركة التجارية في دكاكينه العريقة، بعد ترميمه واستعادة هويته التراثية الأصيلة، وذلك في إطار إعادة تأهيل حي الصور، أو ما يُعرف بالمنطقة التاريخية، التي تفوح بعبق التراث الوطني، وتتزين مبانيها بطراز البناء التقليدي الساحلي، لتصبح المنطقة من أكثر الوجهات جذبًا للسياح من داخل ينبع وخارجها، فقد سعت السلطات في ينبع، بعد هجر السوق واقترابه من الدمار، إلى إعادة تأهيله وترميمه للحفاظ على تراثه، وإبراز منطقة ينبع التاريخية، وأخذت أعمال الترميم في الاعتبار ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية، التي تعكس العمارة المحلية.