رسم الابتسامة الدقيق يضيف على الوجه بهاء عجيبا وأحاديث كثيرة فرغم معادلتها السهلة إلا أنها السهل الممتنع بمعنى إن كانت مرسومة من دون عمق تبقى في خانة الظرف لذا لها مسميات كثيرة تصاحبها فنقول: ابتسامة صفراء، ابتسامة باهتة، ابتسامة ادعاء، ابتسامة فهم، ابتسامة وميض فكرة، ابتسامة رضى توثق معنى الصلح، وأخرى...
أما الابتسامة النابعة من الروح فلها وصف محدد وحيد «ابتسامة جميلة مشرقة».
الابتسامة أيضا مرسال البشارات وملامح الاستبشار وسفيرته في كل مجال لذا ابتسم أنا كل صباح مستبشرة بعطايا الله الجلية والخفية التي سيرتديها الكون موزعة بنصيب وللمؤمن كل يوم نصيب فهمنا اليوم وتصبرنا وقلقنا عليه نحن بإذن الله مأجورون وسبب لأشياء بعضها استوعبناه بعجل وآخر بروية وبعضها قد يكون فرجا على مكبلين (بالتذمر) من الحياة رغم جمالها، (بالسخط) رغم الرضى، (بالفقر) رغم الغنى، (بالمرض) رغم الصحة، (بالعوز) رغم الكفاية، (بالتجهم) رغم سهولة الابتسامة.
من الابتسامات الجميلة واحدة ترسم بعد قصة توجت بنهاية سعيدة كان التبصر في أحوالها سببا لنفهم مع النهاية أسباب البداية فترتسم جلية فقد فهمنا الغاية فلنتدبر سويا مغزى هذه القصة ولنقرأ مفهومها بعناية.
حلم أرق صاحبه وبه جفل المنام عن مرقده فبحث ليعلم ففسر له وبشره وبعد أن علم ارتخت ملامحه، وبعد سبع تآخى فيها الفهم مع العمل وحجر الطعام في سنابله وتعاون الجميع على الدهر ونوائبه أتت سبع أغنت وأينعت وأثمرت وكنزت وعوضت وفي غياهب النسيان المر أغرقت، جليا سطعت الغاية فالنهاية كانت البداية، فهل فطنت لها؟
إذن لنرسم الابتسامة جلية مستبشرين فبعد العجاف أيام خضر إن شاء الله وسيجزي الله بالفهم المتفكرين وسيسبغ العطاء للمحسنين.
تلك القصة أحبها كثيرا ومن القرآن ارتوي منها كل حين فهي ملاذ المستبشرين وقاعدة في فهم معنى الظفر إن كنت من المحترزين ومع نهايتها تبتسم ابتسامة فهم فقد عم خير كثير بصبر وتبصر وفير.
ALAmoudiSheika@