وأشار التقرير إلى أن ذلك يمثل تغييرات جذرية عن عام 2017، عندما كان الناشط الحقوقي، الذي يعيش الآن في ألمانيا، ينشر معلومات حول الفظائع التي يشنها جيش ميانمار ضد عرقيته الروهينجا، ومعظمهم من المسلمين، الذين يعيشون في غرب البلاد.
وأردف يقول: في ذلك الوقت كانت غالبية الرسائل التي تلقاها من البورميين الآخرين تتكون من تهديدات بالقتل وسوء المعاملة، وأضاف: حوالي ثلثي سكان الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا هم من عرقية بامار، وهم بشكل عام بوذيون ويسيطرون على الطبقة الحاكمة، ويتكون الثلث الآخر من أكثر من 100 أقلية عرقية، وقد تعرض العديد منهم للاضطهاد على أيدي الجيش، وخاصة الروهينجا.
الإبادة الجماعية
ولفت التقرير إلى أن محققي الأمم المتحدة يقولون: إن القوات المسلحة في ميانمار، المعروفة رسميًا باسم «تاتماداو»، شنت حربًا ضد الروهينجا بقصد الإبادة الجماعية.
ومضى التقرير يقول: لم يجد الروهينجا أي دعم من الحكومة المدنية، في الواقع، في 2019 دافعت أونغ سان سو تشي بشكل سيئ عن تاتماداو في جلسة استماع في لاهاي، وقبل أسبوعين فقط من الانقلاب قدمت حكومتها اعتراضات أولية إلى محكمة العدل الدولية بشأن قضية الإبادة الجماعية التي تواجهها، وتابع: لم يكن لدى عامة الناس أي تعاطف، حيث يعتبر العديد من البورميين الروهينجا مهاجرين من بنغلاديش، رغم أن الروهينجا يعيشون منذ قرون في ميانمار.
وأضاف: لكن في أعقاب انقلاب الأول من فبراير غيَّر بعض البورميين أخيرًا وجهات نظرهم تجاه مواطنيهم المسلمين.
ونقل عن ناي سان لوين، الذي اكتسب 3000 متابع جديد على «تويتر» في يوم واحد الأسبوع الماضي، قوله: إنهم يدركون الآن أن العدو المشترك هو الجيش.
ولفت التقرير إلى أن البعض بدأ بالإشادة والاعتذار لـ«يانغي لي»، المقررة الخاصة بالأمم المتحدة والتي كانت توصف أنها بطلة العدالة في ميانمار، بينما كان يتم الحط من سمعتها في البلاد.
وأضاف: بعد أن غردت مطالبة بإطلاق سراح سو تشي في 4 فبراير، قال أحد المغردين إنه «يعتذر لها عن الطريقة التي التي كانت تُعامل بها السنوات الأخيرة، على خلفية موقفها من الجرائم التي ترتكب بحق الروهينجا».
ونقل التقرير عن المغرد قوله: «سامحيني عن إساءة فهمك، في السنوات الأخيرة كنا ضيقي الأفق».
معايير مزدوجة
كما نقل تقرير المجلة عن ليلى التي تعيش في يانغون، قولها للمجلة: إن الانقلاب جعلني أدرك معاييري المزدوجة، رغم معرفتي أن ما حدث للروهينجا كان انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، دون إدانة ودعم قويين من المجتمع الدولي، أعتقد أننا سننتهي جميعًا مثل شعب الروهينجا.
ولفت التقرير إلى أن نشطاء الروهينجا يسعون للحصول على الدعم بين البورميين.
وتابع: يأمل الروهينجا أن التضامن مع شعب ميانمار سيساعد في إنهاء التمييز ضدهم، وتعزيز كفاحهم من أجل العدالة. ونقل عن ناي سان لوين: نحاول بناء التضامن مع الشعب البورمي، معظم نشطاء الروهينجا يدعمون الحركة ضد الانقلاب في ميانمار.
ومضى التقرير يقول: لا يقتصر الأمر على النشطاء؛ ينشر محمد دولا، الذي فر من البلاد في أغسطس 2017 ويعيش الآن في أكبر مخيم للاجئين في العالم في كوكس بازار في بنغلاديش، رسائل مناهضة للانقلاب على حسابه على «تويتر»، ومن بين هذه التغريدات: «الروهينجا يقفون إلى جانب شعب ميانمار»، مصحوبة بصور لافتة مؤقتة كتب عليها «احتجاج على الانقلاب العسكري من معسكر اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش» و«الانقلاب العسكري» مع رسم علامة X كبيرة عليها.
ونقل التقرير عن دولا قوله: أعتقد أن البورميين قد يدعموننا ويقفون إلى جانبنا بعد رؤية تضامننا معهم.
تحية «الأصابع»
ومضى التقرير يقول: انتشرت أيضًا صور الروهينجا وهم يؤدون التحية بثلاثة أصابع، وهي لفتة شعبية تبناها الشباب البورمي في أعقاب الانقلاب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، وتابع: لم يُظهر التاتماداو أي تردد في الرد على الانتفاضات السابقة بحملات قمع شديدة، ومن غير المرجح أن يقنعها التعاون بين المنظمات المؤيدة للديمقراطية والجماعات العرقية المختلفة في البلاد، بالتراجع عن ذلك المسار.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن موقف الروهينجا يمكن أن يساعد في تعزيز عزلة النظام، وأضافت: يدعو ناي سان لوين، على سبيل المثال، البورميين للضغط على المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة زعيم المجلس العسكري الأعلى، الجنرال مين أونغ هلينج، على الفظائع التي ارتكبت ضد الروهينجا، وهو يجادل بأن هذه هي أفضل طريقة لممارسة الضغط على القائد العام للقوات المسلحة (التاتماداو).
ونقلت عن واي واي نو، الناشط الروهينجي المقيم في واشنطن، قوله: التعاون لا يعني بالضرورة أن الروهينجا يدعمون أونغ سان سو تشي شخصيًا، نحن ندافع عن حق البلد.
ولفتت المجلة إلى أن بعض الخبراء يشكك أن يكون للانقلاب تأثير طويل الأمد على الآراء ذات الطبيعة العنصرية التي لدى الكثيرين في ميانمار ضد الروهينجا.
ونقلت عن البروفيسور إيان هوليداي من جامعة هونغ كونغ، الخبير في شؤون ميانمار، قوله: الانقسامات بين شعب ميانمار والروهينجا عميقة، حيث لا يُنظر إلى الروهينجا على أنهم جزء من الأمة.
لكن، بحسب الصحيفة، يأمل النشطاء أن تكون هذه نقطة تحول.
ونقلت عن ناي سان لوين، قوله: سيكون من الصعب جدًا بناء حركة تضامن، لكنني لن أستسلم، نحن نحاول توعية الناس بأن حقوق الإنسان يجب أن تكون للجميع.