فالذوق العام في نظرهم في كيفية تعاملنا مع الناس، في حديثنا، في تعاملاتنا اليومية، وكذلك في اختيار ملابسنا، وفي ترك الأماكن العامة نظيفة عندما نغادرها.. إلخ.
بعد هذا السرد يتبادر إلى أذهان البعض السؤال التالي: هل هناك رابط بين كل من السلامة المرورية والذوق العام؟ مَنْ يعتقد أن هناك رابطا قويا يعتبر سائقا وقائيا، ويطبق الأنظمة المرورية؛ لأنها جزء من الذوق العام، ويعي جيدا العبارة، التي كنا نسمعها في الماضي (القيادة فن وذوق وأخلاق)، ومَنْ لا يعتقد ذلك الله يعينه على نفسه، ويعين مَنْ يصادفهم على الطرق السريعة والداخلية!
نستشهد بعدد من الأمثلة، التي من خلالها يستطيع كل سائق أن يحدد موقعه من إعراب الذوق العام...
عندما يبدأ السائق رحلته يجب عليه أن يعلم أن التقيد بالسرعة المحددة داخل الأحياء لا يقل أهمية عن التقيد بالسرعة خارج المدينة، وقد تكمن المخاطر في الأحياء أكثر من الطرق السريعة، وفيما يخص الأصوات المزعجة، هناك أماكن توجد عليها إشارات مرورية بمنع استخدام المنبه كالمستشفيات والمدارس وغيرها بينما في الأماكن السكنية والأحياء لا توجد تلك الإشارة، وهنا نحتاج لتطبيق الذوق العام بعدم استخدام المنبه... البعض عندما يريد أن ينادي زميله لا يكلف على نفسه النزول واستخدام الجرس أو الاتصال، بل يستخدم المنبه وكأنه يريد كل أهل الحي أن يطلعوا له، من الأمثلة على قلة الذوق ترك النفايات عند مواقف السيارات على الرغم من وجود سلات للمهملات بالقرب منه، ومَنْ يريد أن يشاهد ما أقصده فعليه أن يتجه إلى أي موقف من مواقف المجمعات التجارية «المولات» سوف يرى العجب، أمر آخر لا أعلم موقعه إن كان في قلة الذوق أم الأنانية؟ إذ نجد بعض السائقين عندما يقف في مواقف السيارات لا يكلف على نفسه التنبيه على الأبناء أن يحرصوا على فتح الأبواب ببطء حتى لا تؤثر على أبواب سيارة مَنْ يقف بجانبه، هناك مَنْ يتهاون ولا يحرك ساكنا، وهو يسمع صوت أبوابه تصطدم بأبواب السيارة المجاورة، وقد تكون سيارة فارهة غالية الثمن بينما عندما يلاحظ في أبواب سيارته آثارا من أبواب مَنْ يقف بجانبه لن يهدأ له بال وسينتظر صاحب السيارة حتى يأتي لعقابه أو لعتابه «قبح الله الأنانية».
من قلة الذوق كذلك عدم السماح للآخرين بالمغادرة من مواقفهم دون أن نقف لمَنْ يريد أن يغادر من الموقف فلا نجد مَنْ يقف.. رغم أنها ثوانٍ فقط.. بينما أهل الذوق مجرد أن يشاهد وميض «الريوس» أمامه يقف حتى يرجع السائق، ومن ثم يواصل مسيره، وفيما يخص الطرق السريعة هناك مَنْ أرعب السائقين بالأنوار والمنبهات «الهرنات» والتجاوز من الأكتاف معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، وهذا غيض من فيض، وأعتقد الرسالة وصلت، صحيح اختفت كثير من التصرفات بفضل الله، ثم بجهود إدارة المرور الصارمة.
ولكن نتطلع أن يكون كل سائق سفيرا للذوق العام في عالم السلامة المرورية سواء كانت هناك رقابة أم لم تكن، فالرقابة الذاتية هي روح الذوق العام والقلب النابض بالسلامة المرورية.
Saleh_hunaitem@