كمثال، كثير ممن يقرأون هذا المقال الآن، قد استطاعوا الوصول إليه من خلال نشر له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقلما أن تجد اليوم من ليس له حساب شخصي على هذه الوسائل، فالأمر أصبح حتمياً أن تدخل هذا العالم الافتراضي، فإن لم تكن فضولياً يسعى إلى معرفة كل ما هو جديد من أخبار المجتمع، فإنك ستكون مُجبراً على الاشتراك في أحد هذه التطبيقات للتواصل مع أهلك وأصدقائك.
إذاً، جميعنا مستخدمون لهذه الوسائل، ويصنفنا خبراء الإعلام إلى خمسة أنواع:
النوع الأول هو من سار في طريق على أرض الواقع، فستجد الكثير من الأيدي تُشير إليه، بمعنى أن لديه الكثير من الأصدقاء، وتجده كذلك على هذه الوسائل الاجتماعية، كثير التعليق والإعجاب ومشاركة الكثير من أمور حياته، ويُعرف هذا النوع بالناشط اجتماعياً.
والثاني هو النوع الذى تجده ما بين أصدقائه ولكنه قليل الكلام، مُنصتا، يحب أن يتعلم، ويكتشف ما يحدث حوله، وهو كذلك على هذه الصفحات لا تشعر بوجوده، رغم أنه يكاد يكون متواجداً على مدار الساعة، ويُعرف هذا النوع بالمستكشفين.
والثالث هو الذي إن قال بعض الكلمات فإنها ستؤثر وتغير من تفكير البعض، وتجد لديه الكثير من المتابعين، ويطلق على هذا النوع المؤثرون.
والرابع هو الخجول الذي لا يحب الاختلاط، وإن وجدته على هذه المواقع، فستجده قليل الأصدقاء، ويسمونه بالهارب من الواقع، وأنا أختلف مع المُسمى، لأن جميع الأنواع قد هربت من الواقع إلى هذا العالم الافتراضي.
أما النوع الخامس والأخير فهو النوع الذي استطاع أن يواجه إغراءات وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكون متحكماً في استخدامه لها، وأن يكون هذا الاستخدام للاستفادة أو للضرورة، ويطلق عليهم الواقعيون.
بالطبع، لن أنصحك بأن لا تكون اجتماعياً أو مستكشفاً أو مؤثراً أو خجولاً- فالخجل أمر جميل لا حرمنا الله منه- أو واقعياً.
كن ما تريد من هؤلاء، ولكن رتب أولوياتك، واجعل ذهابك إلى المواقع الاجتماعية، كذهابك للنادي أو القهوة أو لزيارة بعض أقربائك بعد أن تنتهي من واجباتك على أرض الواقع.
@salehsheha1