فالافتراضات المذكورة أعلاه وغيرها من العوامل المؤثرة جعلتني أتأمل حال بعض الأطفال والمراهقين في مجتمعنا خاصة. وماهية اهتماماتهم وطموحاتهم ونظرتهم لذواتهم ومحيطهم، وماذا تعني لهم الأسرة والمجتمع والوطن. ولله الحمد مازال صراع الخير والشر قائما عند الأغلب وهذه دلالة على الجهاد النفسي، وانتصارات الحق مازالت تتحقق بفضل الله تعالى ثم بفضل القوانين، التي تتناسب مع التغيرات الزمنية والمكانية. ولكن وفِي بعض الفئات، هناك مَنْ يرى أن تطور الحياة وظروفها جعل من الانحدار النفسي والأخلاقي والسلوكي منحنى يجب أن يتعامل معه الإنسان بكل هدوء وتقديم القبول على الرفض لهذا الانحدار. لذلك بدأ الترويج لمحتوياتهم الفكرية المنحرفة واهتماماتهم السطحية والمفاهيم المغلوطة لبعض المصطلحات المعرفية والعلمية عن طريق التطبيقات التقنية المختلفة. وبوجود المنصات العالمية المختلفة، فإن الساحة أصبحت تتسع للجميع ونقص الوعي عند بعض الجماهير جعل الطالح على تلك المنصات ينادي بالانحدار وكأن السلام والحُب خلف منحناياته.
وأخيراً، فإن لهذه الأفكار الشيطانية والسلوكيات التابعة لها دور في التلاعب بعقول وعواطف أطفالنا، خاصة إذا كانت الأسرة تعاني من هشاشة العواطف والتهاون في الانضباط، الذي بدوره يؤثر على المجتمع بشكل عام. لذلك، علينا أن نستوعب أن الفئة المُشار إليها في هذا المقال سوف تتوسع دائرتها إذا لم ننفض العوالق والترسبات الشيطانية في أفكار وعواطف أطفالنا. والبداية تكون بالوعي الذاتي وكيفية الوصول إليه عن طريق توظيف العقل بشكل سليم وتهذيبه.
FofKEDL@