DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بعد تشديد إجراءات كورونا.. تسطيح المنحنى الوبائي يحتاج إلى وقت

مختصون لـ "اليوم": الوعي والالتزام المجتمعي السبيل الوحيد لمواجهة الجائحة

بعد تشديد إجراءات كورونا.. تسطيح المنحنى الوبائي يحتاج إلى وقت
مع مرور نحو 10 أيام على تشديد الإجراءات الاحترازية وتفعيل تطبيق «توكلنا» بكافة المؤسسات، أكد مختصون أن منحنى إصابات فيروس كورونا، بحاجة إلى وقت ليس بالقصير للعودة إلى الوضع السابق من حيث محدودية الحالات، مشيرين إلى أن الوعي والالتزام المجتمعي هو السبيل الوحيد، لتفادي الموجة الثانية، والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وشددوا خلال حديثهم لـ«اليوم»، على أهمية التزام الأفراد والمؤسسات بكافة الاشتراطات، جنبا إلى جنب مع جهود الجهات الرسمية لمنع تزايد الحالات والعودة إلى معدل الإصابات المنخفض، إلى جانب استمرار الإجراءات الوقائية المشددة ومتابعتها بشكل مستمر لحماية المجتمع والعبور إلى بر الأمان.
عودة المؤشر للانخفاض قريبا
قالت استشاري الأمراض الباطنية د. عائشة العصيل إن عودة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين والمقيمين وتفعيل تطبيق «توكلنا» هو السبيل لمواجهة انتشار الوباء، متوقعة نزول المنحنى خلال الأسابيع المقبلة، نتيجة تفعيل ومراقبة الإرجاءات الاحترازية.
وبينت أن ارتفاع منحنى المؤشر الوبائي، هو نتيجة تراكمية لفترة طويلة من تراخي البعض في الالتزام بالاشتراطات الصحية، مشيرة إلى أن العودة إلى الوضع الطبيعي وانخفاض الإصابات يتطلب بعضا من الوقت، والأيام المقبلة، سوف توضح مدى الالتزام الحقيقي والواقعي بتطبيق الإجراءات.
وأكملت «السنة الماضية كانت رحلة كفاح تكللت بالنجاح عندما التزمنا، ولتكن الرحلة قصيرة بنهاية سعيدة لا نفقد فيها أحدا من أهلنا والالتزام أمن وأمانة».
اللقاح دون التقيد بالاشتراطات «ليس حلا»
أوضحت أخصائية طب الأسرة د. زينب الزاير، أن الأيام القليلة الماضية، شهدت متابعة مكثفة من الجهات الرسمية، للإجراءت الاحترازية، من خلال الجولات الرقابية، وتفعيل تطبيق «توكلنا» في جميع الجهات الحكومية، ومن ضمنها المستشفيات والمراكز الصحية، وهو ما سيؤدي بدوره إلى انخفاض منحنى الإصابات في الأسابيع القادمة.
وأكدت أهمية وعي المجتمع وفهمه وممارسته للاحترازات الوقائية، مشيرة إلى أن الوعي هو خط الدفاع الأول لمواجهة انتشار الجائحة والوصول إلى بر الأمان.
وأكدت أن أفضل طرق الوقاية من الإصابة هو تلقي اللقاحات، ولكن يبقى الشخص هو المصدر لنقل الفيروس عند عدم التزامه بالإجراءات والاحترازات الوقائية من غسل اليدين والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات. وأضافت «اللقاح ليس هو الأمر المفصلي في تجاوز الجائحة، ولا بد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية، سواء ممن تلقى التطعيم أو من يتلقى، حتى نصل لخط المناعة المجتمعية وبلوغ نسبة الأمان الكافية».
مواجهة استباقية لتزايد الحالات
أكد الاستشاري د. حسين الهمل أن زيادة عدد الحالات في الآونة الأخيرة يعود لتراخي بعض المواطنين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لذلك تدخلت الجهات المعنية بوضع إجراءات استباقية لكي لا تفقد السيطرة كما حدث في بعض الدول الأوروبية التي بدأت بارتفاع بسيط في الحالات وازدادت حتى وصلت إلى الآلاف.
وقال إن العودة للمعدلات الطبيعية، يحتاج إلى وقت، قد يصل إلى أشهر، وذلك وفقا لخط التزام المواطنين والمقيمين، مشددا على الجميع ضرورة أخذ الحيطة والحذر حتى لا تتطور الأمور ونعود إلى إجراءات أشد من السابق.
«توكلنا» خطوة هامة لحماية المجتمع
ذكرت استشاري علم الأمراض بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض د. هنادي فطاني أن عودة القيود والتشديد في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، وتكثيف التوعية وإنشاء غرف عمليات من القطاعات المعنية لمتابعة المستجدات ورصد المخالفات وتفعيل تطبيق «توكلنا» في جميع المواقع، وتعاون الجميع، سينعكس بشكل إيجابي على الصحة العامة ومعدل انتشار الإصابات.
وقالت إن الفيروس لا يزال موجودا، وهو ما يتطلب مزيدا من الحذر، مشيرة إلى نجاح المملكة وإجراءاتها في تسطيح المنحنى الوبائي سابقاً. وأضافت «بعودة تشديد الإجراءات مرة أخرى نستطيع العودة إلى تسجيل منخفض للحالات المصابة، ولكن نحتاج إلى وقت من شهر إلى 6 أشهر، للعودة إلى المستوى المنخفض من الإصابات»، مشددة على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية وتطبيقها.
استشعار المسئولية لتخطي الأزمة
قال أستاذ علم الاجتماع والجريمة المشارك بكلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني د. عبدالرحمن بدوي، إن المملكة تقدم نموذجا رائعا لحماية أفراد المجتمع والحد من انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن العزل أو الحجر الصحي يعد الوسيلة الأولى والمأمونة حتى اليوم ضد انتشار هذا الفيروس في ظل انتظار وترقب عالمي لنتائج جيدة متوقعة للقاحات الحالية ولأخرى قادمة، ولكن يظل التباعد الجسدي والالتزام بالكمامة والاحترازات الصحية أمرا ضروريا والإجراء الأنسب والأكثر أماناً لنصل للهدف المنشود وهو التصدي والحد من انتشار هذا الفيروس.
وأضاف «بلا شك ما نشاهده من وعي وثقافة من الفرد والمجتمع أمر يثلج الصدر ويبشر بنمو ثقافة صحية مجتمعية حديثة تستطيع تقييم الأمور واستشعار المسئولية والوعي ابتداء بمعرفة المعلومة الصحية الصحيحة وإدراك أهمية الإجراءات الاحترازية وصولاً إلى سلوك صحي يُمارس فعلياً بالالتزام بالإجراءات الاحترازية المقرة من خلال الجهات الرسمية ذات العلاقة».
وتابع إن ما يزيد من فعالية هذا الوعي المجتمعي الجهود الجبارة التي تقوم بها وتقدمها القطاعات الحكومية ذات العلاقة التي وضعت اللوائح التنظيمية وسنت القوانين ونشرت التعليمات الصحية وبمتابعة حثيثة لتطبيق ذلك ومن خلال دعم بشري وتقني كتطبيق توكلنا وغيره من البرامج التي ساهمت وتساهم في تعزيز الثقافة المجتمعية ونشر الوعي الصحي ورفع مستوى الجودة ونقل المعلومة الدقيقة من مصدرها الأول ومنع أي تجاوزات.
وأكمل «بدوي»، إن الأمل المعقود والدور الأهم هو استشعار المواطن والمقيم لأهمية المرحلة والعمل سوياً للوصول إلى بر الأمان، بإذن الله، ومن خلال تضافر الجهود والتعاون وعدم التهاون في تطبيق الاحترازات الصحية أو السماح لأي فرد أو نشاط أو موقع أن يستهتر بتلك التعليمات أو يتجاهل الاحترازات أو يخالف الإجراءات الصحية، مع ملاحظة أن تشديد الإجراءات الاحترازية يعتبر ضرورة حتمية قد تُستخدم في حال استمرار تصاعد عدد الحالات ووفق ما تراه وتقره الجهات الرسمية وبما يحقق المصلحة الكبرى والمتمثلة في الحفاظ على صحة كل مواطن ومقيم يعيش على هذه الأرض المباركة.
تعامل حكيم في جميع المراحل الأزمة
بين الباحث في الشأن الأمني د. فواز كاسب أن القيادة الرشيدة تتعامل مع مراحل الأزمة بحكمة ووفق ما تتطلبه المرحلة من إجراءات احترازية ووقائية حتى زوال الجائحة، وكانت وما زالت الاستراتيجية الوطنية للمواجهة والاحتواء والتعافي تضع الهدف الرئيسي الأمن الصحي للمواطن والمقيم.
وقال إن هذه الجهود مستمرة من خلال المتابعة وحسن المواءمة من قبل وزارة الصحة والوزارات المعنية التي ظهرت من خلال الإجراءات والاحترازات والبروتوكولات الصحية لضمان حماية الجميع، وكان المواطن والمقيم هو المعني والمسؤول عن هذا التنفيذ ونشر الوعي الصحي.
وذكر أن عدم استشعار المسؤولية وغياب الوعي الصحي والاجتماعي من قبل بعض المواطنين دفع وزارة الداخلية إلى إغلاق بعض الأماكن وتقليل التجمع فيها، وتفعيل تطبيق برنامج «توكلنا» لحماية المجتمع، ضمن سياسية التشديد لمصلحة المواطن والمقيم لتحقيق الصحة العامة.
الخدمات الإلكترونية وسيلة وقائية ناجحة
قال الباحث الاجتماعي د. عبدالعزيز آل حسن، إنه عندما يتكرر الفعل يصبح عادة عند أغلب الناس، وما حدث من تغيرات سلوكية واجتماعية وصحية للعالم أجمع بسبب جائحة كورونا جعل الأغلبية يمتثلون لأي تغيير مشابه أو مقارب، مشيرا إلى أنه مع ظهور الموجة الجديدة لفيروس كورونا المستجد تجدد الاستعداد مرة أخرى لمواجهته بخبرات سابقة للجهات المعنية ووعي وحذر ووقاية من المواطن والمقيم.
وبين أن المملكة استحدثت تطبيق «توكلنا» منذ بداية الجائحة كتطبيق احترازي مساند للوقاية من العدوى والابتعاد عن الحالات المصابة بهدف حماية من يعيش على أرض هذا الوطن، ومما لا شك فيه أن تشديد الإجراءات الاحترازية المدعومة بالتوعية والتوجيه بكل الوسائل المتاحة ما هو إلا طوق نجاة وترياق وقاية لعدم الوقوع في فخ الإصابة بالفيروس.
وأكد أن تعاون المواطن والمقيم مع الجهات المعنية وتفعيل الخدمات الإلكترونية والتطبيقات المعتمدة الرسمية وسيلة ناجحة للتصدي للفيروس ومواجهته، والعبور إلى بر الأمان.