يمعنون بقتلك
وفي هذا السياق، زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت أمس. وقال دريان: «نبحث عن لبنان، يا دولة الرئيس الشهيد، فلا نجده، نبحث عن بيروت التي أكلتها الحرائق، وابتلعها الأعصار، فلا نجدها، أزال معالمها الحقد، غطى سماءها الدخان، وغابت عنها الشمس، ورحل عنها القمر، ودخلت عالم النسيان». أضاف: «هدموا بيروت، أشعلوا النيران فيها، جعلوها رمادا، وتركوها، استغنوا بوجوههم عنها، وبات العالم يسأل عنها وعنا، ولا من يجيب».
ولفت دريان إلى أن «اللبنانيين تركوا لمصيرهم، وترك لبنان لقدره، ما عاد أحد يسأل، ولا أحد يتجرأ على السؤال، أضاعوا الوطن، هدّموا الاقتصاد، فرطوا بالأمانة، أشاعوا الفوضى وتركوا الناس في حالة ضياع، لا أمن ولا أمان، ولا راع ولا رعاة، ما همهم، والناس تكتوي من القهر والجوع وذل السؤال، هل تصدق، اللبنانيون، يلهثون وراء لقمة عيشهم، يستعصي الأمر على التصديق، ولكنها الحقيقة المرة، وقد يكون كل ذلك مقبولا، أيعقل ذلك، ولكن ألا تجد مَنْ يسأل، مَنْ لا يسمع أنين الناس، مَنْ لا يرى دموع المفجوعين والمتألمين، فأمر لا يصدق، هي مأساة ما بعدها مأساة، ماذا يعمل اللبنانيون مع فقدان البصيرة، نعم، يا دولة الرئيس، نحن في حالة فقدان البصيرة».
الملف الحكومي
يبدو أن محاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعادة إحياء مبادرته الإنقاذية ستبوء بالفشل هذه المرة أيضا، فالزيارة التي قام بها الرئيس الحريري إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الجمعة لم تحدث أي خرق في الجدار الحكومي في بعبدا وما أعلنه الحريري بعد الزيارة، يؤكد بحسب مصادر مطلعة لـ«اليوم»، أن «كل حراك داخلي أو خارجي في هذا الملف، هو محكوم مسبقا بالفشل، ربطا بالأفق المسدود بين عون والحريري، وتمسّك كلّ منهما خلف مواقفهما التي لا تراجع عنها، وعليه فإن مفاوضات تأليف الحكومة لا تزال في مكانها، أي صفر تحرك».
«حزب الله» الخطر
غرّد الوزير السابق أشرف ريفي على حسابه عبر «تويتر»، كاتِبا: «حزب الله يدّعي أنه يحمي الأقليات من الخطر الإسرائيلي ومن الخطر التكفيري، فتبين أنه هو الخطر الأكبر عليهم». أضاف: «هو قاتلهم ومُهجّر أولادهم ومُدمّر بلدهم».
الجبهة المدنية
من جهتها، قالت «الجبهة المدنية الوطنية»: «عاد الرئيس المكلّف من رحلته الباريسيّة الميمونة وانتقل إلى بعبدا عبوسا مقطّب الوجه، وكأنه أراد الزيارة وفاء بوعد قطعه للرئيس الفرنسي مرغما ولسان حاله يردد «كرمى لماكرون تهون زيارة عون».. فهو لم ينسَ الإهانة ولا الاتهام المتلفز بالكذب، الذي وجهه إليه عون».
وأضافت في تغريدة على «تويتر» أمس السبت: «مما تقدم يمكن الاستنتاج الجازم بأن الحكومة ومصلحة الناس الجياع المرضى ليستا أولوية المنظومة.. «لا تقدم»، قالها الحريري من دون أن يرف له جفن، تماما كما لم يرف جفن رئيس البلاد عندما سلّمه الحريري تشكيلته الحكوميّة، التي تحظى برضا الفرنسيين والعالم لكنها لا تناسب عون والتيار ومن وراءهما حزب الله».
ورأت الجبهة أن «تناطح التمثالين الحجريين وافتراقهما سيثبت إخراج البلاد من العائلة الأمميّة والعربيّة وسيغرقها في جوعها ومرضها وانهيارها الاقتصادي وحيدة، وصار جليا أنه إذا لم تشكّل حكومة مهمّة لن يحظى لبنان بفلس مساعدة»، مشددة على أن «هذا الواقع يحتّم على القوى المجتمعيّة الحيّة حثّ الخطى للشبك سريعا مع المجتمع الدولي بدبلوماسياته ومؤسساته وجمعياته ورأيه العام».
لقاح «كورونا»
وفي سياق منفصل، وصلت أمس، الشحنة الأولى من لقاحات فايزر الموعودة، ووفق المعلومات، فإنّ نحو 28 ألف جرعة من اللقاح حطت في مطار رفيق الحريري، ونقلت إلى البرادات التابعة لوزارة الصحة، التي تعمد بدءا من اليوم الأحد إلى توزيعها على المُستشفيات الحكومية في مراكز المحافظات، فضلا عن بعض المُستشفيات الخاصة لأنه سيتم توزيعها على مُقدّمي الخدمات الصحية والعاملين في المؤسسات الاستشفائية في أقسام الكورونا، وفق مكتب وزير الصحة العامة حمد حسن.
يصادف اليوم الذكرى السادسة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، تأتي هذه الذكرى الأليمة ولبنان بأمس الحاجة إلى رجالات تشبه الحريري في مواقفه الثابتة والحاسمة لجهة حماية لبنان من الخطرين الداخلي والخارجي. يمر لبنان مع حلول هذه الذكرى بأصعب أيام في تاريخه الحديث، لا أحد همه مصلحة لبنان وعروبته إلا قلّة قليلة من قادته، وهذه القلّة باتت بخطر يهددها فيه كل يوم حزب السلاح، فمن يعلو صوته لحماية لبنان يواجهه «كاتم الصوت». تأتي هذه الذكرى ولبنان بلا حكومة، بلا مال، بلا سياسة، بلا أمل، بلا مستقبل، بلا أمان، بلا حماية، لا أحد يريد أن يبدي مصلحة البلد على مصالحه الخاصة ومصلحة أجندته السياسية، اللبنانيون لا يزالون في انتظار العصا السحرية، التي تعيد لهم لبنانهم.