في الإعلام الجديد ربما تعكس موجات الصعود السريع لمنصات تواصل اجتماعي حديثة مثل «كلوب هاوس» وقبلها «تيك توك» ضرورة التطوير المستمر لأفكار جديدة وتجارب جديدة، أو التواؤم مع ظروف جديدة كما هو الحال مع منصة «هاوس بارتي» المعتمدة على التواصل الاجتماعي وجها لوجها، فرغم أنها بدأت لأول مرة في 2016 لكنها ازدهرت مع ظروف الإغلاق والحجر الصحي التي فرضتها جائحة كورونا في أرجاء متفرقة من العالم خلال العام الماضي والعام الحالي.
«كلوب هاوس» هو الأحدث صعودا. ورغم أن فكرته المعتمدة على غرف الدردشة الصوتية لا تبدو جديدة لذا يشبهها البعض بغرف البالتوك التي اشتهرت في تقديم توصيات لشراء أسهم سوق المال عامي 2004 و2005، إلا أن «كلوب هاوس» قدم ميزات إضافية صنعت الفرق لا سيما اعتماده على الدعوات وعدم إمكانية تحميله من متجر التطبيقات، وهو فلتر إضافي للخصوصية أو النخبوية في اختيار مجموعة النقاش الصوتي.
تويتر أطلق التغريدات الصوتية العام الماضي، وعلى الرغم من أنها كشفت تعطش كثيرين إلى التدوين الصوتي وتغيير عاداتهم في التدوين المكتوب، إلا أنها لم تحقق النجاح المأمول، ولعل هذا ما دفعها لأخذ خطوة أخرى معتمدة على الصوت عبر منصة «سبيسيس» أو «مساحات» قبل نحو شهرين كـ «محاولة صغيرة للتركيز على الحميمية في صوت الإنسان»، بحسب ما عرفت به تويتر. ومع أن «سبيسيس» لا يزال في إطار الإطلاق التجريبي إلا أنه سيكون محاولة لمحاكاة «كلوب هاوس» الصاعد بسرعة الصاروخ.
وفي الإعلام التقليدي، حيث المؤسسات أكثر جمودا، تبرز الحاجة أكبر وأكثر لتحفيز التجارب والابتكارات لتطوير منتجاته وأدواته فضلا عن تكريس ثقافة التغيير والتجريب في مؤسساته وأفراده، إذا ما أرادت تلك المؤسسات البقاء والازدهار على المدى البعيد.
woahmed1@