وضعت «رؤية السعودية 2030»، ضمن أهدافها الاستراتيجية السيطرة على البطالة في المجتمع السعودي. ووصولا إلى هذا الهدف، وافق مجلس الوزراء السعودي على إنشاء منصة وطنية موحدة باسم «المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف»، تشتمل على قاعدة بيانات لطالبي العمل في القطاعين العام والخاص، بهدف تحسين ورفع كفاءة الإجراءات الخاصة باستقبال ومعالجة جميع متطلبات التوظيف لجميع الأطراف ذوي العلاقة «أفراد، قطاع عام، قطاع خاص»، بما يضمن تحقيق الفاعلية والدقة والشفافية في عملية التوظيف.
وقبل أيام، وخلال حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد -حفظه الله- مع السيناتور ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي السابق وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، قال سموه أطلقنا «نيوم»، وأطلقنا استراتيجيات «نيوم»، وأطلقنا «مدينة نيوم ذا لاين» الرئيسية، وقريبا سنطلق استراتيجية مدينة الرياض، كذلك نعمل على استراتيجية مدينة مكة المكرمة، واستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وكل المناطق قادمة في الطريق حسب الفرص والإمكانيات فيها. كل هذه المشاريع سوف تضخ فرصا كبيرة للعمل، وهو ما يتطلب جهة متخصصة لتحقيق الاختيار الجيد وسرعة الأداء.
ومع وجود المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف وكذلك إطلاق المشاريع التنموية في مراحل تنفيذ رؤية المملكة الطموحة 2030 «كنيوم ومدينة ذا لاين» وقرب إعلان إطلاق استراتيجية مدينة الرياض، وكذلك العمل على استراتيجية مدينة مكة المكرمة، واستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وباقي مناطق المملكة، سيصبح دور الرؤية أكثر وضوحا من حيث خفض معدل البطالة وتحقيق أهداف الرؤية، وبحيث تتضح الموارد البشرية المؤهلة بتخصصاتها المختلفة من ناحية، والموارد والميزات النسبية للمناطق التي تحتاج تلك الموارد البشرية من ناحية أخرى.
وأخيرا وليس بآخر، ومع وجود منصة وطنية موحدة للتوظيف تحفظ وتقدم معلومات الباحثين عن العمل لأصحاب العمل والتنسيق بينهم، وكذلك وجود استراتيجيات للمناطق وآليات تنفيذها من مخططات إقليمية وهيكلية، فإن كل ذلك سوف يساهم في التنسيق بين ثروة الموارد البشرية المؤهلة وثروة المكان، والمتمثلة في المخططات العمرانية للمناطق وما توضح من الميزات النسبية والمشاريع والاستثمارات الحالية والمستقبلية وفرص العمل والكثافات السكانية. وهو ما يحقق التفاعل والتكامل بين المناطق في مراحل تحقيق رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.