قلت لها: لو قلت لك بأنك تصادرين حريتها بهذا التصرف وأنت أم قاسية تقهرين ابنتك وتظلمينها بتصرفك وتتدخلين في شؤونها الخاصة فهل كلامي صحيح؟ قالت: لا، قلت لو قلت لك بأنك تمنعينها من التمتع بطفولتها، وتتجاهلين صوتها ورغبتها، وتصادرين ذكاءها وفهمها، قالت: أبدا كلامك غير صحيح وأوصافك خاطئة، ألا تعلم أنه لا يوجد أرحم من الأم بابنتها حتى لو قيدت حريتها.
قلت: وهذا ما نقوله دائما بأن الله تعالى -ولله المثل الأعلى- هو أعلم بمصلحة عباده، وهو أرحم بعباده من رحمة هذه الأم بطفلتها، حين طلب من النساء الحجاب وفرضه عليهن لسلامتهن وحمايتهن فقال: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، فالله تعالى يشرح للمرأة أن الحجاب لأجلها ولمصلحتها فهو -رحمة لها- ولهذا يقول الله في آخر آية الحجاب (وكان الله غفورا رحيما)، فأنت تريدين أن تحمي ابنتك من المرض، والله تعالى يريد أن يحمي المرأة من كل أنواع الأذى، فيحميها من مرضى النفوس المصابين بمرض السعار الجنسي، أو من الإيذاء البدني واللساني، فهل تعلمين أن ثلث النساء بالعالم يتعرضن للتحرش، وعلى الرغم من أن المحجبات ينلن نصيبهن من التحرش والاعتداء إلا أن الحجاب يبقى من أكثر عوامل الوقاية والحماية، كما أن الحجاب يحافظ على معايير الجمال في المجتمع بدلا من الاستعراض الملون في الأسواق والطرقات، لقد تحولت كثير من وجوه النساء في زماننا إلى خرائط بسبب الحقن والشفط، ثم تكتشف المرأة أن كل ما فعلته بشكلها لا يمنع الرجل من الخيانة، أو لا يغري الرجل بالزواج منها، فالحجاب إيمان والتزام، هوية ورسالة، وقاية ومقاومة، ترفع وعزة، طهارة ونقاء، احترام للعقل وضبط للغريزة.
@drjasem