وأكد مراقبون لـ(اليوم) أن هذه المبادرة ورغم تمسك رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بها، باتت بعيدة عن التحقق؛ فالرئيس ميشيل عون وصهره جبران باسيل ماضون في إدارة الظهر للبنان وللشعب اللبناني، فيما «حزب الله» المستفيد الأول من الفراغ الحكومي وليس على عجلة من حل هذه الأزمة، والأوضاع في المرحلة المقبلة ستسوء في لبنان على كل الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والقضائية والمعيشية، ولهذا يجب على اللبنانيين تلقف المبادرات الدولية لإنقاذ أنفسهم من الانهيار.
وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في مقابلة مع مجلة فرنسية، إنه «لم تكن المشكلة في لبنان يومًا متأتية من النظام السياسي؛ بل من اختلاف اللبنانيين حول أمور تعتبر في الدول الغربية والحديثة من البديهيات».
وسأل: «كيف يمكن لوضع أي دولة أن يستقيم في ظل وجود سلاحين على أرضها؛ سلاح الجيش الشرعي وسلاح الميليشيا؟ كما أن مصادرة قرار الدولة ينعكس على عمل كل مؤسسات الدولة السياسية والقضائية والأمنية، وهذا ما يفسر حالة الفوضى المستشرية في ظل تبادل الخدمات بين منظومة الفساد ومنظومة السلاح».
وقال: «الدور الفاعل للمسيحيين في لبنان هو بفعل التزامهم بهذا الخط التاريخي وحرصهم على صيانته، وعندما ضُرب هذا الخط سقطت الدولة وتفككت، ولا خلاص للبنان سوى بالتقيد بمسلمات المشروع اللبناني وثوابته، والحرب التي شُنت وتشن على «القوات» سببها تمسكها بهذا الخط الذي تشكل رأس حربته، لأن هناك من يريد دومًا إبقاء لبنان ساحة لا دولة».
وأشار جعجع إلى أنه «في المرحلة الأخيرة وصلت «القوات» إلى قناعة بأن حتى التنسيق التقني يجب وقفه؛ لأنه يستحيل بناء الدولة دون رفع يد الحزب والعهد الحالي عنها، وهذا ما يفسر مطالباتها بحكومة اختصاصيين مستقلين تمامًا، لأن مصير أي حكومة الفشل في حال واصل فريق 8 «آذار» إمساكه بمفاصل السلطة في لبنان، ولن تنتهي المواجهة السياسية مع «حزب الله» قبل أن يسلم سلاحه للدولة التي لا يمكن أن تنهض في ظل وجود دولة داخلها، ولا تهاون في هذه المسألة التي حولت لبنان إلى دولة فاشلة بسبب تعليقها دستوره وقوانينه، وأدت إلى عزله عن العالمَين العربي والغربي».