ونقل عن نديم حوري، المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي وأحد أصدقاء لقمان، قوله: لا توجد ثقة في النظام القضائي المحلي، لم يتم التوصل إلى أي حل لأي عملية اغتيال سياسي واحدة، في لبنان يدينون بالفضل للطائفية، لا يتعمقون في أي اغتيالات ذات دوافع سياسية.
وأردف الكاتب بقوله: سبق لأنصار حزب الله أن هددوا سليم، وفي ديسمبر 2020 أصدر لقمان بياناً حمّل قيادة الحزب والجيش اللبناني، المسؤولية عن سلامته الشخصية.
ومضى يقول: ألمحت شقيقته رشا الأمير إلى تورط الحزب في مقتله، ووجه آخرون نفس الاتهام للحزب بشكل علني، وبعد وقت قصير من العثور على جثة سليم في جنوب لبنان، غرد أحد أبناء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله باستخدام هاشتاق «بلا أسف»، فيما يبدو أنه إشارة إلى مقتل سليم، ليقوم بحذف التغريدة فيما بعد.
وتابع الكاتب بقوله: لم يتضح سبب مقتل سليم إلى الآن، رغم أنه ينتقد الحزب منذ سنوات.
وأردف: أشار مقال في موقع «العربية» باللغة الإنجليزية إلى أن سليم كان يساعد قيادياً في الحزب على الانشقاق، لكن الصحفية كاتبة المقال رفضت مناقشة الأمر عند الاتصال بها.
ونقل عن متحدث باسم قوى الأمن الداخلي قوله «إنه لا يملك أي معلومات عن التحقيق».
ونقل عن حوري، قوله «إنه لا يعرف السبب الذي أدى إلى اغتيال سليم الآن، هل كان لقمان يعمل على شيء وتجاوز الخط الأحمر، لا أعرف، إنها مأساة، الذين يتعين عليهم الإجابة عن هذا السؤال هم المسؤولون، لكن في غياب تحقيق، تكثر النظريات».
خيوط «جريمة»
وتابع الكاتب: حلت قبل أيام الذكرى السنوية الـ 16 لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ببيروت في 2005، بتنفجير سيارة مفخخة، تلاها اغتيال محقق لبناني فكك بعض خيوط الجريمة في 2008.
ومضى يقول: استغرقت المحكمة الدولية أكثر من عقد لتصدر حكمها، وأدانت أعضاء حزب الله غيابياً بارتكاب الجريمة في أواخر العام الماضي، لكن حسن نصر الله زعيم الحزب أعلن أن حزبه يرفض الإجراءات، ولم يعاقب أحدا على الاغتيال.
وبحسب الكاتب، فإن مقتل لقيمان سليم هو الاغتيال الـ 13 لشخصية رفيعة المستوى منذ اغتيال الحريري، بينهم سياسيون وصحفيون ومسؤولون أمنيون.
وأشار إلى أنه برغم هذا العدد الكبير من الاغتيالات السياسية، إلا أنه لم تصدر حتى الآن أحكام إلا في مقتل الحريري.
ولفت الكاتب إلى أن انتقاد سليم للحزب المعبر عن طائفته أمر استثنائي، حيث يشكل التمرد في المجتمع الشيعي أمراً نادراً في لبنان.
ونقل عن حوري، قوله: كان سليم معارضاً شرساً لحزب الله، وكان مناهضاً للطبقة الحاكمة، ودافع دائماً من أجل أن يكون الشيعة قادرين على العمل بشكل مستقل.
وتابع كاتب التقرير: في دلالة على تلك التوترات، اعتذر أحد الذين شاركوا في تشييع سليم عن مشاركته في تلك المراسم، زاعما في فيديو أنه لم يكن يعرف تفاصيل التشييع، الذي طُلب منه ترؤسه، وتعهد خلال الفيديو بالولاء لحزب الله.
وأضاف: دعت عائلة سليم إلى تحقيق شامل في مقتله، بينما أشار آخرون إلى أن الطريقة الوحيدة للمضي قدماً هي إجراء تحقيق دولي مستقل.
سوء الحكام
ومضى الكاتب يقول: جاء مقتل لقمان في وقت يعاني خلاله لبنان من انهيار اقتصادي أدى إلى فقدان عملته 80% من قيمتها.
وتابع: تستمر حركة الاحتجاج التي بدأت في أواخر 2019 ضد سوء إدارة الطبقة الحاكمة لجميع جوانب الحكم تقريباً، رغم أن المظاهرات باتت أصغر حجماً، وقابلها مسؤولو الأمن بقوة وحشية على نحو متزايد.
ونقل عن حوري، قوله: ثمة ضرورة ملحة لحماية الناشطين، لبنان في لحظة حاسمة من تاريخه، وفي حالة سقوط حر، تدور الآن معركة غير متكافئة لتحقيق الانتقال السياسي، ويجب تمكين القوى، التي تأمل في التغيير والوصول بالبلد إلى مكان أفضل، لتكون قادرة على التعبئة والعمل، الأمر المخيف في اغتيال لقمان أنهم يحاولون إسكات الأصوات الشيعية المستقلة، لكن الجميع يشعرون بأنهم غير محميين.
ومضى الكاتب بقوله «ألقت الأنباء عن اغتيال سليم بظلالها على الاحتجاجات المخطط لها لإحياء ذكرى مرور 8 أشهر على انفجار مرفأ بيروت، وهو حادث آخر لم يُحاسب عليه أحد حتى الآن».
ونقل عن الناشط السياسي لوسيان بورجيلي، قوله: في اليوم الذي كان فيه من المفترض أن تبدأ الاحتجاجات أمام مباني وزارة العدل في جميع أنحاء لبنان، انتشر الخبر عن مقتل لقمان.
وأردف بورجيلي: كانت لهذه الجريمة العديد من التداعيات السلبية، منذ هذه اللحظة فصاعداً، لا يمكننا التنبؤ بما سيحدث، نخشى القادم، خوفاً من موجة اغتيالات سياسية.