وأوردت الدراسة أن تداعيات الجائحة أثرت بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط أيضًا، حيث شهدت المنطقة تحولاً غير مسبوق نحو عمليات الشراء عبر الإنترنت، بالإضافة إلى زيادة وتيرة استخدام منصات الإنترنت لشراء السلع اليومية وتوصيل الطعام، مشيرة إلى أنه -على سبيل المثال- بداية من شهر أبريل الماضي، أفادت شركة ماجد الفطيم أنها سجلت زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في حجم الطلبات عبر الإنترنت، وأن خدمات توصيل الطلبات كانت إحدى القطاعات القليلة التي سجلت نموًا في معدلات التوظيف على مدار الأشهر التسعة الماضية.
وقال المسئول بالمؤسسة الأولى عاصم جلال، إنه لوحظ تغير الأنماط السلوكية للمستهلكين في المنطقة، مؤكدًا أنها لن تعود لما كانت عليه قبل الجائحة.
وأضاف: وستلعب قنوات التسويق الشاملة دورًا بالغ الأهمية في توجيه اختيارات المستهلكين؛ كونها تتيح لهم تجربة تسوق متميزة ومتكاملة، سواء كان ذلك في المتاجر التقليدية أو عبر المنصات الرقمية، وهذا هو الوضع الطبيعي الجديد، وينبغي على تجار التجزئة مواكبة هذا التحول وإعادة صياغة منهجيات عملهم، وابتكار حلول جديدة تتماشى مع التوقعات المستجدة للمستهلكين. ويعتبر ذلك ضرورة لضمان استمرارية تجار التجزئة في المنافسة والحفاظ على حضورهم في السوق.
من جانبه، قال مدير عام «أورينت بلانيت» نضال أبو زكي، إن الجائحة فرضت تحديات كبيرة على صعيد سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية عالميًا، وجعلت الأسواق والمستهلكين أكثر وعيًا بأهمية المنتجات المحلية والمستدامة، مستطردًا: شهدنا طوال الفترة الماضية تنامي إقبال المستهلكين على المنتجات المحلية؛ نظرًا لتوافرها بشكل أكبر، وحرصًا من المستهلكين على دعم الاقتصاد المحلي والإسهام في توفير فرص العمل.
وأضاف أبو زكي: «مما لا شك فيه أن فهم السلوكيات الجديدة للمستهلكين يجب أن يكون على رأس أولويات العلامات التجارية وتجار التجزئة اليوم، وبات من الضروري على شركات البيع عبر المنافذ التقليدية أو المنصات الرقمية، أن تعزز من مرونتها وقدرتها على مواكبة مسيرة التغيير في ظل هذا الواقع الجديد لكي تحافظ على حصتها السوقية وقاعدة عملائها خلال العام الجاري والمستقبل بشكل عام.