يا للعجب حينما نشاهد بعضا من الأشخاص يرتدون الألوان المزيفة ويمنحون أجمل ما في حياتهم لشخص آخر وبإرادتهم.
وهناك من يتفنن في صنع الأقنعة، ويحاول أن يظهر بألف صورة مختلفة ما عدا صورته الحقيقية!!، فماذا يعني له أن يظهر ويتظاهر بكل الأوجه ما عدا نفسه؟!، أتدرون لماذا؟!. لأنه لا يثق بشخصيته الحقيقية!!، فهو كالممثل الذي يؤدي دورا لا يعكس بالضرورة شخصيته الحقيقية، فندفع نحن المخدوعين ثمن سلوكه!!.
وحين سقوط الأقنعة، لا ندري هل كنا نحن الساذجين أم أن الآخرين متمكنون في خداعنا!!، وأولئك لا يكتفون فقط بأنهم يخذلوننا، بل أيضا يجعلوننا نضع الحواجز لكي نحمي أنفسنا من أية مخاطر، لأن هذه سمة من سمات الشغف السطحي، وليس من سمات الثقة بالنفس، ولا تمنح النفس همة ولا ثباتا.
الأمر الذي يدفعنا للقول بأن الشخص الشغوف ذلك الذي يعرف بنشر الخير عبر أهداف نافعة، حينها فقط يكون هذا الشغوف شخصا يستحق أن يشار إليه بالبنان في المجتمع، وهناك من هو شغوف بالركض مع الآخر، والصراع مع المجهول.
فهذا لن يكون لفعله بقاء ولا لاسمه خلود!!، فهل هي حالة شغف الركض من أجل الآخر؟!.
وإذا اعتبرناها كذلك فهي تؤكد أن يرتدي بعض الناس أقنعة ملونة، لتبرير الوصول إلى مصالحهم، وعليك أن تتذكر وتتأمل، كيف تمزقت وسقطت تلك الأقنعة التي خبأت وراءها مصالحهم.
وهنا مثار تساؤل، هل انتهت الصداقة الحقيقية بين الناس وتحولت إلى صداقة مصالح؟!، هناك من يتردد بالاتصال بإنسان يعرفه منذ سنوات لكن تحت ضغط المصلحة الشخصية يقوم بذلك، إنها قمة التفكك الاجتماعي وهيمنة قيم جديدة خارج العرف البشري السوي.
فالعلاقات الإنسانية على الجميع احترامها وعدم تحويرها وتحويلها إلى مصالح شخصية.
[email protected]