تعتبر التجارة البحرية من أهم الروافد الاقتصادية، إذ ارتبطت بالإنسان منذُ قديم الزمن، حيث كان يقطع الآلاف كيلومترات من أجل التبادل التجاري، بل يعتبر في بعض الدول السفر المائي هو الشكل الوحيد للنقل بين المدن، وهذه المرافئ تعد ملتقى للتجار والمسافرين بمختلف ميولهم الثقافية. وامتازت دولة مجلس التعاون الخليجي بمهنة صيد الأسماك والروبيان فكانت ومازالت حتى يومنا هذا إرثا بيئيا، بل تحولت هذه المهنة إلى هواية الكثير من أهل ومرتادي الساحل، وفي أيامنا الحالية أصبحت الوجهة البحرية من معالم الترفيه، حيث إن تحسين السياحة البحرية تحتاج لعدة مبادرات استثمارية ذات الطابع المنافس لكسب السياح كإنشاء (خان للصيادين) تحت الماء، ويكون تحديا معماريا سياحيا بطابع جمالي تراثي من واقع البيئة، وتختلف حسب مناطق المملكة بما يتجانس وينسجم مع طبيعة المكان ذات سمة حضارية. وترتبط السياحة البحرية الحديثة في العديد من النواحي بالعديد من سباقات القوارب والزوارق الشراعية المرموقة في العالم التي يعود عمرها إلى أكثر من قرن من الزمان. لا تصبح مثل هذه السباقات أماكن للتنافس فحسب، بل أيضا أماكن تجمع وإظهار الإبداع والابتكارات في تصميم السفن والأشرعة، وتطوير روح التنافس، والتواصل الاجتماعي، وتبادل الخبرات. ومن تلك السباقات رياضة التجديف والإبحار الملاحي الترفيهي يكون تحت إشراف نادٍ بحري يجمع الهواة لمسابقات صيد الأسماك والغوص والسباحة والرحلات السياحية فوق وتحت الماء.
بالإضافة إلى ذلك تمّ تصنيف السباحة الحرة في مياه البحر من قبل الأطباء الصينيين القدماء بأنّه يفيد في العديد من الجوانب الطبية، وما سبق ذكره تتمّحور جوانب الفائدة في البحر والسباحة بداخله على وزن جسم الإنسان، حيث تسهم السباحة داخل مياه البحر في تحقيق التوازن الجسدي من حيث الوزن وتوفر الانسجام الجسدي لجسم الإنسان داخل المياه. ويعدّ البحر من أهم المكونات والعناصر التي يشتمّل عليها الكون والكرة الأرضية وتؤثر مباشرة على الصحة النفسية من خلال عددٍ من الجوانب الإيجابية، وتشتمّل فوائد البحر في علم النفس على أنّها من أهمّ الوسائل التي تسهم في علاج العديد من الأعراض والأمراض الصحية.
لذلك يعد من أولويات برنامج جودة الحياة الذي أطلقته رؤية المملكة 2030 تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، كما سيسهم تحقيق أهداف البرنامج في توليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي مما يسهم في تعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.
[email protected]