الخلل يكمن في الخطط التدريسية الطارئة وأدواتها وتعاطي الأهل معها، فالجميع يؤدي واجبه صحيح، ولكن بطريقة لا تخدم العملية التعليمية، فإما مجبر أو متعاون في عملية الإجبار تلك، وعليه لا يمكن لوم أحد في ظل الظروف الطارئة التي نعيشها، لذا فإن عملية التعليم الحالية تعرقل خطط الإصلاح وتعيق الانطلاق نحو التمكين الذكي للتعليم، وتهيئة النشء الجديد، لنكتشف جميعا أنه لا بديل عن التواصل الجسدي والتفاعل الحيوي المباشر لتعزيز قدرات الأجيال والاستثمار فيهم في المستقبل، وفق بيئة ومناخ معزز.
فهناك عدد من الأمور التي تؤثر على عملية التدريس بمنظورها الحالي، الوضع المادي والوضع الاجتماعي للأسر وكذلك المستوى التعليمي لهم وللمعلمين على السواء، فعملية التعليم اليوم تتطلب أكثر من جهد.
قبل فترة قرأت تحقيقا حديثا لمجموعة البنك الدولي ينادي فيه بضرورة التحرك الفعال والسريع لكبح تأثير فيروس كورونا على التعليم في العالم، ويذكر أن جائحة كورونا قد تسببت بأسوأ أزمة مر بها التعليم والتعلم خلال قرن من الزمن، وتنبأ بأن هذه الأزمة قد تلحق الضرر بحياة الأطفال الصغار والطلاب والشباب، كما ستفاقم من الاضطرابات التي اعترت المجتمعات والاقتصادات بسبب الجائحة من أزمة التعليم العالمية القائمة بالفعل، والتي تؤثر على التعليم بشكل غير مسبوق.
فالأطفال حديثو الدخول للمدارس لن يدركوا معنى النظام التعليمي، وسيكلفهم ذلك الكثير من الجهد والسنوات وقد يكون ذلك عائقا لهم، كما أن خريجي المدارس والجامعات لهذه السنوات لن يكونوا محل ثقة أو رضا في سوق العمل على وجه الخصوص وقد يؤثر عليهم هذا الوضع.
كما أن هذا الجيل من الطلاب معرض لخسارة نحو 10 تريليونات دولار في مستويات الدخل في المستقبل، أو ما يقرب من 10% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، فيما ستخرج البلدان عن مسار بلوغ أهداف القضاء على فقر التعلم، مما قد يرفع مستويات فقر التعلم إلى 63%، بحسب مجموعة البنك الدولي.
إصلاح التعليم اليوم وفق الظروف الحالية والأدوات المتاحة هي أولوية الخطط التنموية فلا شيء يمكن أن يعوض إهدار طاقاتنا البشرية فهي رأس مالنا المستدام، ويجب أن يكون هذا الإصلاح وفق استراتيجيات تأخذ في الحسبان أمر استمرار الجائحة فلا تفيدنا الخطط الطارئة، إنها تهدر الطاقات وحسب، والجائحة لا تراوح مكانها في العالم ما ينذر باستمرار الوضع.
@hana_maki00