لماذا يصرف الرجال ملايين الدنانير من أجل رؤية النساء العاريات أو شبه العاريات بينما لا تصرف المرأة دينارا واحدا من أجل رؤية رجل عار أو شبه عار؟ ولماذا نسبة مشاهدة الرجال للمواقع الإباحية أكثر بكثير من نسبة مشاهدة النساء للمواقع الإباحية؟ ولماذا نسبة استعراض النساء وعرض الأزياء بملابس السهرة أو السباحة أو الملابس الداخلية أكثر من استعراض الرجال بنفس الملابس؟
كل هذه الأسئلة إجابتها بمعرفة الفرق بين النظر وقوة البصر عند الرجل والمرأة، فالرجل فطريا يجذبه جسد المرأة، ويعتبر جسد المرأة أداة إثارة بالنسبة له، فهو يستثار بصريا أكثر من المرأة ومن الصعب أن تتفهم المرأة هذا الفرق بالقوة البصرية للرجل، لأن المرأة تظن أن الرجل ينظر إليها مثلما هي تنظر إليه، لا يعني هذا أن المرأة لا يثيرها الرجل ولا يعجبها الرجل الجذاب، ولكن لا توجد مقارنة بين الاثنين، لأن الرجل يستثار بمجرد الرؤية البصرية للمرأة بينما المرأة تختلف عنه كثيرا في هذا الموضوع، والفرق الثاني أن الرجل تتحرك شهوته من خلال نظره لجسد المرأة أكثر من مرة باليوم ولا يحدث هذا للمرأة عندما تنظر للرجل، وزيادة على الفرق بين الرجل والمرأة في القوة البصرية بأن الرجل قد يستثار برؤية جزء من جسد المرأة مثل قدمها أو شعرها أو ذراعها أو حتى جزء من لباسها، وهذا ما لا تتخيله المرأة أبدا ولا تفكر به، ومن النادر أن المرأة تستثار برؤية سيقان الرجل أو شعره، بل أعرف رجلا كان يستشيرني يوما ويقول لي إن شهوته تتحرك حتى لو رأى تمثال امرأة يوضع في المحلات والأسواق، فهو يغض بصره عن التماثيل حتى لا يستثار وخاصة إذا كان التمثال يلبس ملابس مغرية، ولهذا نلاحظ خبراء الإعلانات والدعايات يستهدفون الرجال ببيع منتجات رجالية من خلال عرض جسد المرأة أو جزء من جسدها لأنهم يعرفون أن المرأة تلفت نظر الرجل وتحرك شيئا في نفسه، ولو دققنا في الفرق بين الإعلانات الموجهة للرجل والإعلانات الموجهة للمرأة لوجدنا أن هناك اختلافات كثيرا في أسلوب التشويق والترويج.
فالقوة البصرية هي المدخل الأساسي لإثارة الرجل، والتأثير البصري عند الرجل أقوى من التأثير البصري عند المرأة، وهناك كثير من الدراسات تفيد وتثبت أن معالجة دماغ الرجل لصورة المرأة تختلف تماما عن معالجة دماغ المرأة لصورة الرجل، فالرجل يرى المرأة أجزاء، يعني الرجل ينظر للمرأة نظرة تفصيلية ويمتعه أن يرى كل جزء في جسدها، بينما المرأة ترى الرجل كاملا ويمتعها أكثر أنها تسمع صوته وحديثه أكثر من رؤيته، فهرمون الذكورة هو وراء تلهف الرجل للمرأة وملاحقتها بصريا، وهذا الهرمون موجود عند الرجل والمرأة ولكنه عند الرجل موجود أكثر وأثره أقوى بمعدل زيادة ست مرات، وهذا الهرمون هو المسؤول عن الرغبة وتحريك الشهوة عند الرجل، فالرجل يفرق بين الجاذبية والحب، فقد تجذبه امرأة بينما هو يحب امرأة أخرى، كما أن ملاحقة الرجل ببصره للنساء لا يعني بالضرورة أن زوجته مقصرة بزينتها أو جمالها، بل القوة البصرية عنده أقوى في النظر لجسد المرأة ومعالجة دماغه لصورتها بطريقة مختلفة، ولهذا الرجال في ملاحقة النساء بصريا نوعان، الأول من يقاوم رغبته وشهوته بالنظر للمرأة وملاحقتها وفي الغالب هذا الصنف يكون متربيا دينيا وأخلاقيا وملتزما بالتوجيه الرباني بغض البصر، والصنف الثاني الذي لا يراعي القيم والحلال والحرام، وفي الختام نكون قد جاوبنا على لغز الملاحقة البصرية للنساء من قبل الرجال.
@drjasem