ولاقى كلام باسيل رفضا واسعا في الشارع المسيحي واللبناني الغاضب من حزب الله والتيار الوطني الحر، بعد ما آلت إليه أوضاعهم وأوضاع لبنان الاقتصادية والمالية والمعيشية بسبب الحزب والتيار، ووهن لبنان للأجندات الخارجية، ورفض رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية التعليق على ما ورد في كلام باسيل، واكتفى بالقول لـ«مستقبل ويب»: «لا سمعتو ولا بدي إسمعو».
واعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب وهبي قاطيشا في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، أن «باسيل يستقوي بالرئيس السوري بشار الأسد، دون أن يتعلم من دروس الماضي». وتابع: «المسيحيون ومعهم لبنان في خطر إن لم ينقذوا أنفسهم من جبران باسيل».
من جهته، أكد لقاء سيدة الجبل على خيار الدولة المدنية والعيش المشترك وفقا للدستور واتفاق الطائف الذي ينص على مجلس نواب خارج القيد الطائفي يضمن حقوق المواطن الفرد ومجلس شيوخ يضمن خصوصيات الجماعات الطائفية.
باسيل يضلل
يرى منسق تجمع من أجل السيادة، المحلل السياسي نوفل ضو، في تصريح لـ(اليوم)، أن «باسيل هاجم كل شيء وكلامه كان واضحا لجهة التغطية لحزب الله وإبعاد النظر عن المشكلة الأساسية الموجودة في لبنان وهي سلاح حزب الله، الذي لم يتطرق إليه، خصوصا أن أحد أبرز المشكلات الاقتصادية هي بالسياسة الخارجية للدولة اللبنانية».
ويقول: «إلا أنه صور الموضوع وكأن المشكلة محصورة بسوء إدارة داخلية وسلطة داخلية وليس موضوع سيادة له علاقة بسلاح الحزب وتبعات هذا السلاح على الاقتصاد اللبناني والسياسة اللبنانية»، مشددا على أن «كلام باسيل أتى لتغطية مشروع حزب الله وتحويل الأنظار عن المشكلة الأساسية».
ويعتبر ضو أنه «لا يبدو أن هنالك حكومة في المنظور القريب، خصوصا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، إذا حصل أي تبدل في السياسة الخارجية وتم خروج لبنان من براثن المشروع الإيراني، وغير ذلك لا يوجد أي تطور إيجابي في الحكومة اللبنانية».
أوراق اعتماد
ويشدد المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح لـ(اليوم)، على أن «كلام باسيل دمر ما تبقى من جسور الثقة بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، كما أنه ألغى ما تبقى من عوامل إيجابية لتشكيل الحكومة، فمن الواضح أن باسيل كان يقدم من جديد أوراق اعتماد لحليفه حزب الله، لتمتين العلاقة معه، كما أنه لم يجد سوى أن يستشهد بكلام نصر الله وبشار الأسد عن حماية المسيحيين».
ويقول: «لذلك موضوع تشكيل الحكومة أصبح أكثر تعقيدا من ذي قبل، ومن الواضح أن باسيل ركز في كلامه على أمرين، أولا: تغذية التطرف أو محاولة إحياء التعصب ـ الإسلامي ـ المسيحي الذي يريد أن يرده إلى الساحة اللبنانية، إلا أنه لن ينجح بذلك، خصوصا أن كل الأطراف المسيحية دحضت كلامه وكل الذرائع التي تقدم بها، والأمر الآخر، فقد كرس افتراق العهد عن الشعب اللبناني وربطهم بالمحور الإيراني، لذلك أصبح الملف الإيراني أكثر تعقيدا من قبل وأصبح مرتبطا أكثر بملفات المنطقة التي تحتاج إلى ترتيب وتتطلب أشهرا كثيرة لكي يتم إنجازها».