خطّت الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ انطلاق معارضها في سبعينيات القرن الماضي هدفا فنيا بحتا من خلال الحرص على حضور فناني المناطق وتمثيل كل منطقة بعدد يشارك في المعرض والافتتاح وشرح الأعمال، وكانت الفرص جيدة لخلق صداقات وتقريب مفاهيم وتبادل خبرات بين الحاضرين. في البدايات كان جلهم من الشباب المتحمس المتطلع للمزيد من النجاحات. كانت معارضها الفرعية التي تقيمها مكاتبها ملتقى لفناني المدينة أو المنطقة الواحدة، إلا أن التطلع للمعارض المركزية كان هدفا وكان مثل مكافأة أو جائزة للمتفوقين. حضرتُ أول هذه المعارض في العام 1400 بمجموعة من أعمالي التي بلغت تسع لوحات عرضت منها خمس، وكان اللقاء فرصة للتعرف على فنانين من مختلف المناطق من جدة والرياض والقصيم وحائل وغيرها، أقامت الرئاسة في نفس العام معرض كبار الفنانين وسبقتها جمعية الثقافة والفنون بإقامة المعرض الأول لفناني المملكة وكان المعرضان فرصة للقاء الفنانين ببعضهم ومزيدا من المعرفة والصداقة الفنية. تواصلت هذه الملتقيات لأعوام أسهمت فيها عدة جهات، إلى أن بدت في التباعد. أصبحت لقاءات الفنانين محدودة لقلة المعارض والمناسبات التي تتبنى استضافتهم. نشرت قبل أيام صورا جمعت أسماء كبيرة ومن أجيال فنية مختلفة بمناسبة افتتاح قرية المفتاحة التشكيلية بأبها 1989 فكانت ردود الفعل مغمورة بذاكرة اللقاءات والحوارات وخلق الصداقات أو تجددها. هذه الأيام غابت مثل تلك المناسبات الكبيرة لكننا أيضا سنجد ما يجمعنا من خلال نشاطات تحتمل المبادرة الفردية وقليل من الدعوات أو الاهتمام بجمع ما يمكن من الفنانين أو حتى الهواة، إلا مع تطلب المناسبة كأن يكون ملتقى، للنحت مثلا أو لإقامة ندوة أو تكريم، وهي أوقات قصيرة جدا قد لا تزيد على يوم أو ليلة.
[email protected]