لقد كانت تصرفات الرئيس السابق ترامب المتهورة وهو القادم من عالم التجارة إلى عالم السياسة سببا في انخفاض شعبيته وإلا لو استغل شخصيته الكاريزمية وقدرته المالية وخبرته التلفزيونية بقليل من الوقار وكثير من التركيز لفاز بسهولة على بايدن إذ لم يخسر أي رئيس مرشح قبله منذ عقود بالفوز بولاية ثانية.
ومن المعروف أن كل رئيس أمريكي يضطر إلى تغيير جلده ما بين برنامجه الانتخابي ووعوده الرنانة وما بين جلوسه على قمة هرم الدبلوماسية العالمية لأن مؤسسات البيت الأبيض الراسخة تتحكم في السياسة وتصادق على القرار حسب القانون وحسب ما تمليه المصالح العليا، ومن المؤسف أن ما قدمه ترامب لإسرائيل خلال فترة حكمه لم يقدمه أي رئيس قبله نظرا لسيطرة اللوبي اليهودي على معظم مفاصل الدولة، بالإضافة إلى عوامل أخرى ساعدت كعدم التزامه بوعوده وقلة خبرته ونقص تجاربه بعكس ما يحمله الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن من خلفية مثلا وهو الذي كان عضوا بمجلس الشيوخ ثم نائبا لأوباما لثماني سنوات وهي مع غيرها أسباب ساعدت في فشله في الانتخابات ومن ثم عدم إقراره بالهزيمة بتلك الصورة التي أقل ما يقال عنها فوضوية كما يؤكدها الإعلام، فالأحداث التي افتعلها ترامب في كثير من القضايا طوال فترة حكمه وخاصة الأخيرة منها قد أحدثت تصدعات عميقة في الحزب الجمهوري لا يمكن إصلاحها بسهولة وقد تتطلب قدرات ضخمة وطاقات جبارة في سبيل ترميمها لتحسين صورة الحزب التي سيعاني من آثارها كثيرا في قادم الأيام.
@yan1433