صانع الأفلام القصيرة محمد الموسى، الحائز على المركز الأول في نسخة «جائزة صيف السعودية للتميز الإعلامي» في مجال التوثيق المرئي عن فيلم «للدهشة حضن»، الذي تناول الجوانب السياحية لمناطق الجذب في واحة الأحساء، يرى أن «الأفلام القصيرة» تُعد اليوم من أكثر الوسائل تأثيرًا في تسويق هوية المدن السياحية والثقافية والتراثية، مشيرًا إلى أن ما يميز الأبعاد التأثيرية للأفلام القصيرة مزجها بين عدة عناصر فنية جاذبة، وهي: المشاعر، والصورة، والحركة، والمحتوى، وهو ما نحتاج إليه اليوم لاستقطاب السائحين نحو الوجهات والتجارب السياحية المتنوعة، لذلك فهي مهمة كونها تقوم بمهام ما يُعرف بـ«المسؤولية الاجتماعية نحو السياحة».
دور محوري
ويؤكد كثير من المدونين السياحيين أن تفعيل الهيئة السعودية للسياحة لمجال «الأفلام القصيرة»، يتوافق مع ما تطرحه المهرجانات العالمية للأفلام السياحية المعترف بها من قِبل منظمة السياحة العالمية «UNWTO»، وهي تؤدي دورًا محوريًا في تعزيز الثقافة والمنتجات المحلية، وتحسين التدابير لجعل السياحة تجربة شاملة للجميع.
عنصر مؤثر
الخبير السياحي ومدير العلاقات العامة والإعلام بكلية السياحة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثامر الحربي، يرى أن «الأفلام القصيرة» أصبحت عنصرًا مؤثرًا تستخدمه الدول التي تمتلك المقومات السياحية في جذب الأسواق الإقليمية والدولية؛ لأنها تقوم في الأساس على استعراض الأفراد تجاربهم السياحية من خلال وجهات نظرهم، وهو ما يعطيهم مساحة واسعة من الإبداع، كما أنها تعد الوسيلة الأكثر إقناعًا، خاصة عند نشرها على المنصات الافتراضية المختلفة، موضحًا أن الأفلام القصيرة يمكنها أن تسهم في إبراز الوجهات والتجارب السياحية بتوفير المعلومات، وتعزيز نمو «الاستدامة السياحية».
دفعة قوية
وأضاف إن الأفلام القصيرة ستعطي المشاركين في الجائزة دفعة قوية لتطوير الأفلام السياحية وإنتاجها، من خلال خلق التنافس بين منتجي ومصوري الأفلام المحترفين والهواة، وتشجيعهم على تصوير وإنتاج الأفلام المرتبطة بوجهاتنا وتراثنا وتجاربنا السياحية، وتحفيزهم على إنتاج المزيد منها للتعريف بالمنتجات والخدمات السياحية، وتوثيق مقوماتها، فالكثير من بلدان العالم التي تتمتع بثراء سياحي متنوع، أصبحت تركز على توظيف «الأفلام القصيرة» لدعم إستراتيجيتها السياحية في وسائل الإعلام العالمية والمنصات الرقمية لترويج سياحتها داخليًا وخارجيًا، وزيادة عدد السائحين المستضافين لديها سنويًا، والوصول إلى النمو المستدام، بل تسعى بعض الدول إلى عرض «الأفلام القصيرة» في أسواق البلدان الغربية وآسيا والشرق الأقصى، وتركز في الغالب على عناصر الثراء والعمق الثقافي، والطبيعة المميزة، والتنوع المناخي، وإبراز الوجهات السياحية على الأصعدة كافة، وتسليط الضوء على مراكز الترفيه والتسوق، والمناطق الشهيرة بفن الطهي والفنون الأخرى، والتجارب السياحية الجبلية والبحرية.
خمسة مجالات
يذكر أن موسم «الشتاء حولك» حدد خمسة مجالات لجائزة «شتاء السعودية للتميز الإعلامي»، وهي: التقارير الصحفية، والتقارير التليفزيونية، والبرامج الإذاعية، والصور الفوتوغرافية، والأفلام القصيرة، بمجموع جوائز نقدية يصل إلى 250 ألف ريال، لرفع مستوى الاحترافية في تقديم المواد الإعلامية، والتشجيع على الإبداع والابتكار في الترويج للسياحة السعودية، وتعزيز الشراكة مع الإعلام لتحقيق أهداف الموسم، ضمن آلية تشمل فائزين اثنين في كل مجال، يتم اعتمادهما من لجنة تقييم متخصصة.