وأوضح ورتزل في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية، أن وزير دفاع البلاد آنذاك، كريشنا مينون، استخدم في وقت لاحق مصطلح حركة عدم الانحياز، في خطاب له ألقاه في 1953 أمام الأمم المتحدة، ثم استخدم نهرو المصطلح مجددا في خطاب ألقاه في 1954 بسريلانكا.
ومنذ ذلك الحين، التزمت الحكومات الهندية المتعاقبة، بغض النظر عن ميولها السياسية، بسياسة عدم الانحياز رسميا، وذلك على الرغم من أن السنوات الأخيرة كانت قد شهدت دفئا واضحا للعلاقات مع الغرب، على خلفية وجود منافسة حامية الوطيس بين الهند والصين.
ويقول ورتزل: إنه من المهم عدم نسيان تاريخ الهند الطويل في التعامل مع الاتحاد السوفيتي ثم مع روسيا. وقد اعتمدت الهند أثناء فترة الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي في أغلب عتادها العسكري، وكذلك كي يكون ذلك بمثابة وسيلة للتحوط من العلاقات الصينية - الباكستانية.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بعد ذلك، انتهجت العلاقات بين الهند وروسيا نفس المسار تقريبا.
وفي عام 1993، وقّعت الهند وروسيا معاهدة للصداقة والتعاون، ثم تلتها في وقت لاحق اتفاقية رسمية للتعاون العسكري التقني.
وفي الأعوام الأخيرة، وتحديدا في عام 2018، وقّعت الهند وروسيا اتفاقية بقيمة 5 مليارات دولار، من أجل شراء نظام الدفاع الجوي الروسي «إس - 400»، وفي العام الماضي، سافر وزير الدفاع الهندي، راجناث سينج، إلى موسكو، حيث كان ضيف شرف رسميا، في موكب «يوم النصر» الخامس والسبعين، الذي أقيم بموسكو في 24 يونيو الماضي، بمناسبة ذكرى انتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية.
وأشار الخبير الأمريكي، إلى أن هذه الروابط كانت لها تداعيات عملية، حيث تشير دراسة أجراها «مركز ستيمسون» هذا العام، إلى أن 86% من القوات المسلحة الهندية، مجهزة بمعدات روسية، وبعبارة أخرى، فإن موسكو ودلهي متحالفتان عسكريا بشدة. وكذلك الأمر بالنسبة للهند وإيران، حيث تعود العلاقة بين دلهي وطهران إلى عهد الاتحاد السوفيتي، عندما كان الجيش الهندي مشاركا في توفير الإمدادات الحيوية للسوفييت عبر إيران.
وتحتاج الهند إلى الغاز الطبيعي المسال للمساعدة في دعم نموها الاقتصادي السريع، وكان هناك اتفاق ينص على أن تمد طهران الهند بالغاز الطبيعي المسال، وقد توقف بسبب العقوبات الأمريكية في 2018، مما اضطر دلهي إلى تنويع وارداتها من الطاقة، بالإضافة إلى شراء الغاز الطبيعي المسال والنفط من الولايات المتحدة ومن دول أخرى.
ويقول ورتزل: إن كل ذلك له علاقة بالولايات المتحدة، حيث شهدت السنوات الأخيرة مواءمة إستراتيجية متزايدة بين واشنطن ونيودلهي، وقد يستمر هذا المسار في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الذي -رغم كل شيء- دافع عن الانخراط الوثيق مع الهند، عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، وقبل ذلك خلال فترة رئاسته للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وبهذا الصدد، لعب بايدن دورا مهما في المساعدة على رفع العقوبات الأمريكية عن الهند في 2001، وألقى بثقله وراء الدعم الأمريكي لجهود الطاقة النووية الهندية فيما بعد، وعلى الرغم من أن سياسة إدارة بايدن في آسيا ما زالت في طور التشكيل، إلا أن هذه الأولويات ستكون في صلب هذه السياسة على الأرجح.
ومن المتوقع أن تتحسن العلاقات الأمنية مع الهند بصورة أكبر، بحسب التقرير، الذي نشرته المجلة الأمريكية.