كيف استطعت يا مارية أن أتعامل مع كافة أطياف البشر لأنعم بالسلام مع نفسي.. وعجزت أمام قطتك الجميلة ذات الوجه الطفولي والعينين الجريئتين البائستين؟!.. إن الأحرى بي أن أتعاطف معها يا ابنتي لأنها لا تملك عقلا.. أعاملها بقلبي وأعفو عن أخطائها المتكررة ولا أعطي لها ظهري.. أنظر في عينيها وأظل أصفح وأصبر.. ولا أتجاهل حاجتها إلي.. إنها تبحث عن حنان فقدته منذ أن تركت أمها صغيرة.
اعذريني يا عزيزتي (بونبن) عما بدر مني.. سأحاول يا صغيرتي أن أتغير من أجلك فأنت تستحقين حبي.. إنني وجدت عندك ما لم يمنحني إياه من أكرمتهم وأحسنت إليهم وهم يملكون عقولهم وفقدوا للأسف قلوبهم
*****
صاحبكم يروض الأشرار..
لا يعاملهم بالمثل..
لم يفكر أن يكون مثلهم..
مع أنه يدرك أنه مصيب..
يركن إلى الصفح..
ويترك الباب مفتوحا للكل..
بما فيهم الأشرار..
ما يعرفه أن والدته..
لم تربه على الحقد والاقتصاص..
علمته الصفح..
علمته القناعة..
فلا يطمع في البعيد..
ويظل دائما يأكل مما يليه..
هكذا نشأ راضيا..
يسعى إلى ما يناسبه..
ويقبل بالمقسوم..
يحاول أن يصنع من الفسيخ شربات..
دون أن يعمل من الحبة قبة..
ليس ساحرا..
لكنه يعرف كيف تورد الإبل..
ومن أين تؤكل الكتف..
ومع ذلك يبيع الجمل بما حمل..
إذا ارتقت إلى الكرامة..
هي رأس ماله..
هكذا علمته أمه..
قال لي:
سيترك الباب مفتوحا..
حتى يموت!
mbajunaid@