لم يدخر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - جهدا في الدفع بالعلاقات السعودية - الكويتية إلى الأفضل في مختلف الميادين بالتعاون مع أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت «رحمه الله».
ورغم التحديات التي كانت تعصف بالمنطقة وبالعالم على مر السنين، إلا أن البلدين الشقيقين كانا على إدراك كبير بأهمية حفظ روابط هذه الأخوة التي تجمعهما على المستويين الحكومي والشعبي لمواجهة هذه التحديات تحت ظل قيادتين حكيمتين للمملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وكجزء من إجماع مشترك على مصير الأخوة بمفهومها الشامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
زيارات وتوثيق
كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- قد زار دولة الكويت - بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد - في شهر ديسمبر 2016م، واستقبل استقبالًا كبيرًا على المستويين الحكومي والشعبي، في حين سبق له «أيده الله» زيارة الكويت عندما كان أميرًا للرياض، وكذلك عندما كان وليًا للعهد حيث ترأس وفد المملكة في اجتماع القمة العربية التي عقدت في الكويت عام 2014م.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أخاه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «رحمه الله» عدة مرات خلال زياراته للمملكة، ومنها في يونيو 2017م حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أخاه سمو أمير دولة الكويت في قصر السلام بجدة، وعقدا جلسة ناقشا خلالها العلاقات الأخوية بين البلدين، ومستجدات الأحداث في المنطقة، كما زار سمو أمير دولة الكويت المملكة في أكتوبر 2017م، واستقبله الملك المفدى ومرافقيه في الرياض بحفاوة غامرة، وعقد الجانبان اجتماعًا استعرضا خلاله العلاقات الأخوية الوثيقة، ومجمل الأحداث في المنطقة، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
قمم التعاون
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقر إقامته بتونس الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت «رحمه الله»، ليتجدد اللقاء في مكة المكرمة خلال مشاركة أمير الكويت الراحل في قمم مجلس التعاون والعربية والإسلامية الطارئة في مكة المكرمة، وفي شهر مايو 2015م زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز،عندما كان وليًا لولي العهد، الكويت والتقى حينها صاحب السمو أمير دولة الكويت، وبحث سموهما العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وجهود البلدين المبذولة تجاهها، وجدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- هذه العلاقات بزيارته في الثلاثين من سبتمبر 2018م لدولة الكويت لترسيخ عمق العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين الشقيقين استقبله خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان.
مجلس التنسيق
وثّق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله»، روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في دولة الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسته - أيده الله - في شهر ذي القعدة عام 1439 على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي - الكويتي، ثم جرى التوقيع عليه بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع عقد بدولة الكويت بين وزير الخارجية عادل الجبير، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بهدف دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.
مواقف ورؤى
ونتيجة للعلاقة المميزة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فقد جاءت مواقفهما متوافقة تجاه معالجة قضايا المنطقة والإقليم، والقضايا الدولية ذات العلاقة، لا سيما مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطورات الصراع في بعض المناطق العربية، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها: تنظيم داعش الإرهابي، وميليشيات حزب الله الإرهابي في لبنان، ونظيرتها الحوثية في اليمن، لذا انضمت دولة الكويت للتحالف العربي الإسلامي لإعادة الشرعية لليمن.
ويعزز مجلسا الشورى والأمة في البلدين سياسة القادة بالحرص على تعزيز وتوثيق وتطوير وتفعيل العلاقات الثنائية البرلمانية بين المجلسين ويتجسد ذلك في لقاءاتهما قبل بداية المحافل الدولية أو الإقليمية والتنسيق المشترك تجاه جميع القضايا التي تهم البلدين أو دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول الإسلامية والعربية، وفي شهر يناير 2019 انعقد اجتماع بين وفد مجلس الشورى برئاسة عضو المجلس نائب رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الكويتية د. أحمد الغامدي والوفد المرافق له في مقر مجلس الأمة الكويتي بوكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف وعدد من نواب مجلس الأمة الكويتي، وبحثوا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يختص بأنظمة الإسكان وإستراتيجياته.
حضور فاعل
وفي مجال التعاون العلمي بين البلدين، يوجد العديد من الطلاب السعوديين الذين يدرسون في جامعات دولة الكويت في مختلف التخصّصات ومنهم من يقيم مع أسرته في الكويت بدواعي المصاهرة والقربى، ولهم حضور فاعل في الأوساط الأكاديمية، والمعرفية، والفكرية بمتابعة من الملحقية الثقافية السعودية في دولة الكويت. ويحرص البلدان الشقيقان على المشاركة الشعبية في الفعاليات الوطنية التي ينظمها كلا البلدين سنويًا، مثل: معرض الكتاب، المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، سباق الهجن، مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، كما يحرصان على تفعيل الدور الثقافي بينهما ومن ذلك إنشاء البوابة المعرفية لمكتبات الكويت عبر مشروع «الفهرس العربي الموحد» 2016م الذي أطلقته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتطوير أداء المكتبات العربية.
تبادل معرفي
وبدأت خطوة التكامل المعرفي بين المكتبات السعودية والكويتية منذ أعوام عبر لقاءات مباشرة، وندوات، وورش تدريب، أسفرت عن جمع المكتبات الكويتية تحت مظلة واحدة؛ لتفعيل دورها في المنظومة الثقافية العربية مما يعبر عن وحدة المصير الثقافي، وأهمية التبادل المعرفي بين الدول العربية لتعمل دائمًا على دعم أبنائها وشبابها في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم العربي.
واستضافت دولة الكويت في 11 فبراير 2019 النسخة الرابعة لمعرض «الفهد.. روح القيادة»، الذي افتتحه الشيخ نواف الأحمد الصباح ولي العهد الكويتي «آنذاك» متضمنًا 14 جناحًا قدمت توثيقًا كاملًا لسيرة الملك فهد: نشأته، مناصبه، إنجازاته، حياته الشخصية، وتفاعل نحو 32 ألفًا ممن زاروا المعرض مع الفعاليات التي شهدتها أيام المعرض، ومنها الأوبريت المسرحي وعدة ندوات تناولت العلاقات التاريخية بين المملكة والكويت، إضافة لندوة فنية بحثت في تأثير التعاون الفني السعودي - الكويتي وأثره في الساحة الفنية الخليجية.
ترابط ثقافي
وتناغمًا مع ذلك الانصهار الثقافي بين البلدين افتتحت حرم أمير منطقة الرياض الأميرة نورة بنت محمد بن سعود في قصر طويق بحي السفارات، في نوفمبر 2019م المعرض التشكيلي للفنانات الكويتيات الذي يجسد مدى عمق العلاقة الأخوية بين المملكة والكويت ويمثل جزءًا من مجموعة الفعاليات الثقافية التي تؤكد الترابط الثقافي بينهما.