توجد الكثير من الفروقات والاختلافات، المشكلة تسمى في الفلسفة بمصطلح يكمن في الأمر الصعب الملتبس أو المسألة التي حلها يتم بالطرق العلمية والعملية أو الاستدلالية، وحاصل القول أن لكل مشكلة حلا.
لكننا نجد الإشكالية عبارة عن معضلة مستحيلة الحل ولها مدخل وليس لها مخرج!
وعندما نقتحم إشكالية العنف فسنجد أنفسنا أمام العديد من القضايا، فالعنف له أسبابه ونتائجه وهو يعكس المستويين الثقافي والاجتماعي لدى المعنف، مقابل ذلك نجد المشكلة تتعلق بالدهشة التي تجعلنا نقف موقف الجهل، والاعتراف بالجهل هو الخطوة الأولى التي تقودنا إلى الحل.
يقول كارل ماركس «البشرية لا تطرح سوى القضايا التي تقدر على حلها صحيح أن الحل يتأخر لكنه ممكن».
فالبشرية انتظرت أعواما لتفهم كيفية سقوط الأجسام هذه هي المشكلة التي تصدى لها نيوتن ووجد لها الحل عن طريق قانون الجاذبية وفي مجال العالم الفلسفي تعرف على أنها تفكير إشكالي واسع يصادفنا في حياتنا اليومية والعلمية.
وراء الاختلاف توجد قواسم مشتركة ونقاط تلاقٍ، حيث يمكن القول إن المشكلة والإشكالية كلتاهما دافع وحافز للتفكير. يقول جون ديوي «لا ينشأ التفكير إلا إذا وجدت مشكلة». بالتفكير بهذا المعنى أي الحاجة لحل المشكلة هي التي تدفع صاحبها إلى توظيف مهاراته الفكرية من تحليل وتفكير وذكاء وخيال واستدلال لهذه المهارات ضرورة أثناء محاولة فهم الإشكالية، فمثلا إشكالية الحرية والمسؤولية تتطلب الاعتماد على أسئلة الاستدلال وهذا بديهي لأن المعرفة لا تتشكل إلا من خلال الأسئلة، إذا لم يكن هناك سؤال فلا مجال للحديث عن المعرفة.
إننا نملك تصورا واضح المعالم حول مفهوم المشكلة والإشكالية وهذا الذي يسمح لنا بتجديد بعض نقاط التلاقي والتنافر بينهما، ولكن يجب الاعتراف بصعوبة الفصل ببينهما وأن كل إشكالية بالضرورة المعرفية والمنطقية تتضمن مشكلات جزئية متداخلة.
خلاصة القول نقول إن المشكلة والإشكالية رغم الاختلاف الظاهري إلا أن هناك تداخلا بينهما في المنطق والتحليل ويستحيل تصور وجود الإشكالية بدون مشكلة.
@manowafo