لذا على الأسرة والمؤسسات التربوية أن يراجعوا ويحدثوا ويطوروا من طريقة التنشئة ومواكبة العصر كي لا يحدث أي صراع ويتوخوا الحذر في التعامل معهم ومحاولة فهم أطفالهم.
ومن الجميل ألا يدعوا سلوكيات أطفالهم غير السوية أو المستحدثة تمر مرور الكرام بل عليهم محاولة فهم السلوك في المراحل المبكرة.
كما أن دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين مهم ويساعد الأسرة على ترشيدهم ووقاية ومعالجة أطفالهم، كل ذلك يحسن التعامل مع الأطفال وفق شخصياتهم المختلفة ومن المؤسف أن تتعامل الأسرة مع جميع أفرادها على أنهم شخصية واحدة، لذا لا بد من فهم كل شخصية على حدة والتعامل معها وفقا لاستراتيجية مناسبة.
كما أن المراحل الأولى للأطفال مهمة تذكرني بالزجاج، أي تعامل خاطئ سوف يخدشه ويكسره ولن يتصلح.
علينا ألا نغفل ملاحظة السلوكيات السوية وتعزيزها ونعمل على شغل أوقات أطفالنا ليكتسبوا مهارات جديدة ويطوروا من مهاراتهم وقدراتهم، ونحن كأسرة وكتربويين لا نستهين بمهارات أطفالنا وقدراتهم أبدا إنما نراعي رغبتهم وميولهم واختلافهم عن بعض ثم نشجع ونعزز من مهاراتهم لنخرج بجيل مبدع بعيدا عن التنميط والتعسف وتعطيل الإبداع.
كي نتقدم بالمجتمع ونكتشف ونبتكر علينا ألا نقوم بتنميط الأطفال واستخدام التعسف وإجبارهم وإكسابهم طريقة تفكيرنا التي لم نتقدم بها بعد، ولو أطلقنا العنان لأطفالنا سوف نخرج بجيل مبدع قادر على الاكتشاف والابتكار.
آمل من الأمهات والآباء أن يحافظوا على أوقات أطفالهم فمن الضروري إكسابهم في المراحل الأولى كيفية تقسيم الوقت واستغلاله وأهميته والتفرقة بين وقت التعلم واللعب وما إلى ذلك، وأن يزرعوا في نفوس أطفالهم القيم الإيجابية لنتقدم بالمجتمع.
أشارككم هذا التشبيه الجميل لأثر التنشئة الاجتماعية «إن الأمر أشبه بأن ترتدي نظارات (تحدد كيفية تفاعلك الاجتماعي والعاطفي والحميمي) منذ صغرك وتصبح ترى من خلالها، ثم تكبر وتنسى أنك تلبسها، لكنك لا تزال تنظر من خلالها» من مقال نظرية التعلق: أثر الطفولة على علاقاتنا الحميمة والطريقة التي نحب بها.
أخيرا، علموا أطفالكم أهمية التبصر، التبصر لا النظر، وأهمية التخيل والتعلم، لما فيهما من أهمية قصوى لإكسابهم مهارات وقدرات عديدة، كما أنها تفتح آفاقا كبيرة لمخيلة الطفل.
إليكم نصيحة عالم الأنثروبولوجيا والكاتب الأوروغواياني دانييل فيدارت «بالرغم من أني عشت محاطا بالكتب، وألفت ما يقارب أربعين كتابا.
إلا أن أفضل معلم هو الشارع.
لقد تعلمت على طول الشوارع، وأوصي الجميع أن يستمروا بالمشي، أن يبصروا، لا أن ينظروا فحسب، وأن يتحدثوا كثيرا مع من حولهم».
[email protected]