أرى من بين ما ذكر وما أشير له بنقاط.... أعظم إرث يتركه الإنسان أبناء متحابين يسارعون في الخيرات ويذكرون من غادرهم خلال دعاء أو صدقة تضيء لهم المكان.
يقابل الإرث الرزق فغالبا الثاني يكون سببا للأول وأبوابه متنوعة كالإرث تماما لا سبيل لحصرها وأرى أن أفضل الرزق بعد الإيمان والصحة فلذات الأكباد.
الأبناء رزق ومن أجمل عطايا الله وقد وصفهم عز وجل «بزينة الحياة» يهبه الله من يشاء وحاله كباقي النعم تطيب بالإحسان، فاختيار أسماء جميلة لهم ورعاية صحتهم والتنبه لغذائهم إلى أن يشبوا أصحاء من الإحسان، متابعتهم في استذكارهم وتتبع مدارسهم ومسايرتهم بالتوجيه والإرشاد ذاك إحسان.
احتواء أرواحهم وتغذيتهم بالعاطفة وإشباعهم بها إلى حد الارتواء إحسان، تثبيت ركائز الدين المعتدل دون غلو أو تفريط في بنائهم جنبا لجنب مع أركان الإسلام الخمسة ليشبوا وقد تغذوا بما لا يفسح مجالا أن تصيب الأمراض قناعتهم الدينية ذاك إحسان، تتويجهم بالأخلاق ورسم ملامحهم بوسمها ليكونوا أقرب الخلق للمصطفى عليه الصلاة والسلام ذاك إحسان.
هذا الرزق الجميل البعض يتسخط منه ويلبسه النكران فيفر منه معنى الإحسان فرار المذعور من النار فيلغي واجبات كثيرة ويكتفي بأن يقول: «لدي أبناء».
قد يحرمهم من حب عظيم ويغرقهم بالماديات ويسقيهم قسوة لا تجد لها تفسيرا فيطعمهم في الصباح وينامون على صفعته في المساء، قد يسميه باسم جميل وعندما يناديه منفردا أو في جمع يستعير له اسما من أسماء الدواب!
قد يتركه مبتور الروح والإدراك فتتلقفه مقابر الانحلال والفكر الضال، قد يهين والدته أمامه فتهان كرامته فهو لا يستطيع الذود عنها وهي جزء من روحه فإن أهينت فقد أهين.
قد يهشم جهد والدهم أم دائمة التأفف رغم الاكتفاء بالأساسيات فقد استباحت وأهدرت معناه أمام الكماليات فيشب الأبناء في جحود لعطائه ويتعلمون كيف يجهلون معنى الاكتفاء.
الأبناء خير رزق وخير إرث والحديث عنهم بحر متسع لا تفيه مجلدات، هم عطاء ونعمة ومسرات وخيرات ممتدة قد لا تتصور أنت مداها طالما في حضنك أبناء.
عاجزا من يراهم حملا فهم باب من أبواب البركات، جاحدا من يتأفف من مسؤوليتهم ولا يوفيهم حقهم ويجرعهم المر والحسرات، ظالما من يفاضل بينهم فتتسعر قلوبهم بالانقسامات فإن غادر الآباء الحياة أمسوا غرباء، أعشى من يكسر إنسانيتهم بعنفه وتجبره ويدعو عليهم في أوقات، أعمى من لا ينظر إليهم أنهم طيب خاطر في الحياة.
الأبناء جزء منا رزق وإرث فلنحسن احتواءه ولنخيم عليه بظل إحساننا كي لا يطاله الجحود ولا يبتر وإن امتد إرثه.
ALAmoudiSheika@