أكّدت وزيرة الخارجية السودانية د. مريم الصادق المهدي، موقف الخرطوم المُجمع عليه من كل مؤسسات الحكومة الانتقالية ألا تفريط في سيادة، وحدود البلاد، وأنه لن يتم التنازل عن شبر واحد من أرض الأجداد، وذلك قبيل مغادرتها إلى العاصمة الجنوب سودانية جوبا في أول زيارة رسمية إلى الخارج. وفي لقاء جمعها مع رابطة سفراء السودان بالنادي الدبلوماسي في الخرطوم، أشارت المهدي إلى سعي وزارتها لبناء سياسة خارجية تخرج البلاد من العزلة الخارجية والملاحقة إلى إقامة علاقات متكافئة مع الجوار، والعمق الأفريقي، والمجتمع الدولي. وتصاعد التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا خلال شهر نوفمبر الماضي بعد مقتل ضابط سوداني كبير، وعدد من الجنود بعد تعرضهم لاعتداء لكمين نصبته الميليشيات والعصابات الإثيوبية الموجودة في منطقة الفشقة ما دعا الخرطوم للتدخل واستعادة سيطرتها على المنطقة الحدودية مع إثيوبيا.
واحتلت العصابات الإثيوبية منطقة الفشقة قبل نحو 26 عاما، وترفض أديس أبابا الاعتراف بسيادة السودان عليها، على الرغم من توقيع البلدين اتفاقية لترسيم الحدود بينهما في 1902. الجدير بالذكر، أن جوبا قد تقدمت بوساطة لحل النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا.
وبحسب ما أوردته «سونا» الرسمية، غادرت مريم المهدي، ظهر أمس الخميس، الخرطوم إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في أول زيارة خارجية بعد توليها المنصب.
وتبحث الزيارة، التي ستستمر بضع ساعات عددا من الموضوعات الثنائية والإقليمية مع رئيس جنوب السودان ونائبه الأول ووزيرة الخارجية واللجنة المشتركة لتقييم اتفاقية السلام. وفي سياق منفصل، تستعد ميناء بورتسودان لاستقبال سفينتين حربيتين أمريكيتين خلال أيام قليلة.
وقال مصدر عسكري لـ«اليوم»: إن وصول «يو إس إن إس كارسون سيتي» هو تمهيد لقدوم سفينتين اثنتين إلى ميناء بورتسودان يوم الإثنين المقبل.
وذكرت سفارة واشنطن بالخرطوم في بيان أمس الأول: إن سفينة النقل السريع التابعة للقيادة البحرية العسكرية «يو إس إن إس كارسون سيتي» وصلت إلى ميناء بورتسودان، في زيارة هي الأولى لسفينة بحرية أمريكية إلى السودان منذ عقود.
وبحسب البيان، قال النقيب فرانك أوكاتا، قائد العمليات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا: يشرفنا العمل مع شركائنا السودانيين في تعزيز الأمن البحري.