وجود برنامج خاص لتلك الفئة بعد التقاعد من خلال إنشاء ما يُعرف ببيوت الخبرة سيكون داعماً لمستهدفات الاستثمار الأمثل للموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة في المملكة، ومن خلال البرنامج ستكون الاستفادة من خبرات تلك الفئة بشكل أوسع نظراً للخبرات والمهارات، التي تمتلكها في مجموعة واسعة من التخصصات، ولذلك أرى أهمية لعدم تجاهل تلك القوة البشرية والعمل على استثمار خبراتها المتميزة، والاستفادة من طاقاتها الإبداعية والتطوعية، وأرى أن أحد أهم التوجهات، التي من الممكن العمل عليها لدعم تلك الفئة والاستفادة من خبراتها هو إنشاء منصة إلكترونية خاصة لهم، ومن خلالها يكون هناك تعريف عن مؤهلاتهم وخبراتهم وطرق التواصل معهم للتعاون معهم سواء كان ذلك من أصحاب المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال وحتى منشآت القطاع الخاص.
مع الاستخدام الواسع والسريع للتقنية في عمليات التواصل، أرى من وجهة نظر شخصية أننا أمام فرصة كبيرة للاستفادة من خبرات المتقاعدين، وذلك من خلال التعاون معهم في عقد برامج تدريبية «عن بُعد» في مختلف مناطق المملكة، فمن خلال ذلك ستكون هناك استفادة كبيرة من خبراتهم المتنوعة، بالإضافة لتخفيف تكاليف التدريب خاصة في ميزانية القطاع العام، وبنفس المنطق سيشمل ذلك منشآت القطاع الخاص، مما يعني أننا نعمل على أساليب مرنة في زيادة التراكم المعرفي ونقل المعرفة للأجيال التالية، بالإضافة لخلق عوائد مالية إضافية متنوعة للمتقاعدين.
كما ذكرت سابقاً؛ تلك القوة البشرية، التي تعتبر ثروة وطنية عليهم أن يدركوا أن المجتمع بحاجة لخبراتهم، ولو كان بيدي من الأمر شيء لألزمت جميع دوائر القطاع العام لإنشاء هيئة استشارية من المتقاعدين للاستعانة بخبراتهم، وكما هو الحال مع إنشاء المجالس الشبابية في الغرف التجارية وإمارات المناطق فأنا اتفق مع التوجه لإنشاء مجالس للمتقاعدين في تلك الجهات.
ختاماً: وراء كل إنجاز وطني عظيم في المملكة متقاعد أو متقاعدة، ولذلك من المهم أن يكون هناك تكريم مستمر لتلك الفئة، وأيضاً من المهم دراسة أسباب تواجد أعداد كبيرة من الوافدين مَنْ تجاوزوا سن التقاعد في المملكة ومازالوا على رأس العمل، فاليوم نحن أمام تحدٍ تنظيمي لتلك الفئة، ومن المهم البدء فيه حتى نستعد للاستفادة من أي توجهات مستقبلية نجد فيها فرصاً عند التفكير في «استقطاب المتقاعدين» من جميع أنحاء العالم.
Khaled_Bn_Moh@