Fahad_otaish@
المتتبع للمؤتمرات الصحفية ولتصريحات المسؤولين في وزارة الصحة يلاحظ بكل وضوح أن المواجهة مع فيروس كورونا (كوفيد 19) ما زالت مستمرة، وأنه ما زال ينبغي علينا الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي اتخذتها الدولة كما هو الحال في دول العالم الأخرى منذ بداية الجائحة، بل التشدد في متابعة هذه الإجراءات الاحترازية من قبل جميع أفراد المجتمع، بل إن هؤلاء الذين تلقوا اللقاح أيضاً ينبغي أن يستمروا في الالتزام بنفس الإجراءات، وقد أثبتت الأحداث خلال الفترة الماضية محليًا وعالميًا أن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية تكون له دائمًا عواقب وخيمة تؤدي إلى مزيد من الإصابات ومزيد من الانتشار لهذا الفيروس، الذي ما زالت البشرية كلها تعاني من سطوته منذ أكثر من عام حتى الآن. لقد احتلت المملكة موقعًا متقدمًا بين دول العالم، التي واجهت هذا الفيروس بكل كفاءة، واتخذت في جميع مراحل انتشاره الإجراءات الكفيلة بمواجهته، ولذلك فإن أعداد الإصابات والوفيات في المملكة هي من بين الأقل بين دول العالم نسبيًا، كما أن المنحنى الوبائي بما في ذلك أعداد الإصابات والوفيات بهذا المرض يظهر ليس استقراراً في عدد الأرقام فقط، بل والتوجه إلى أعداد أقل على الأغلب، وإن كان المطلوب هو الوصول إلى صفر إصابات ووفيات -إن شاء الله-، كما أن المملكة من أول الدول، التي حرصت على الحصول على جميع أنواع اللقاحات، التي توصلت إليها دول العالم شرقًا وغربًا، كما أنها أتاحت تلقي اللقاح لجميع المواطنين والمقيمين، والحصول عليه مجانًا بأسهل الإجراءات بحيث تتم الاستجابة لمَنْ يسجلون أسماءهم إلكترونيًا لتلقي التطعيم من خلال التطبيقات المخصصة لذلك خلال 24 ساعة من تقديم الطلب، إضافةً إلى قيامها بفتح المزيد من مراكز التطعيم في كل أرجاء البلاد، ومع كل ذلك تتواصل أيضاً مراقبة التزام المواطنين والمقيمين بالإجراءات الاحترازية وفي التباعد وتجنب التجمعات والحشود وإغلاق الأماكن، التي تتم فيها مثل هذه التجمعات عادةً، وكذلك استمرار المؤسسات التعليمية بكل مراحلها في اعتماد إستراتيجية التعليم عن بُعد، ومتابعة إمارات المناطق والجهات الحكومية تنفيذ التعليمات، التي تنظم ذلك وأحدث هذه الإجراءات النوعية التنظيم الإلكتروني واعتماد (كود) لمراقبة وتنظيم أعداد المتسوقين والزوار في المجمعات التجارية عند الدخول والخروج لضمان عدم زيادة أعدادهم عن الطاقة الاستيعابية لهذه الأماكن، التي توفر التباعد بينهم وتحاشي التجمعات، التي قد تؤدي إلى انتشار المرض أكثر وأكثر، لا سيما أن المرحلة الحالية من الفيروس هي أكثر سرعة في الانتشار ممن سبقها، وهذا يستلزم متابعة الإجراءات الاحترازية من جهة، وعدم التراخي في مراقبة تنفيذها من قبل كل الجهات الرسمية المعنية، كما أنه ينبغي على الأفراد عدم الوقوع في وهم تدني الخطر أو زواله أو الاعتقاد بعدم وجوده أصلاً كما يدعي بعض الذين لم يدركوا حتى الآن خطورة الأمر وأهمية مواجهته بوعي والتزام ومسؤولية، وأول مظاهر هذا الوعي هو الالتزام بالتعليمات، التي تصدرها الجهات الصحية والأمنية الحكومية، التي تؤدي ذلك قيامًا بواجبها في حماية المواطنين والمقيمين من مخاطر هذه الجائحة.
لقد كانت المرحلة الماضية تحديًا كبيراً لكل الأجهزة الحكومية والأهلية، وقدرتها على حماية المواطنين من أخطار الجائحة الصحية أولاً ثم انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية على كل مجالات الحياة، وقد استطاعت هذه الجهات جميعًا والحمد لله أن تجتاز هذه المرحلة، وأن تواجه أخطارها بكفاءة عالية من خلال تكاتف جهود القطاعات الثلاثة العام والخاص والقطاع الثالث غير الربحي، ومع ذلك، ومع استمرار الخطر فإن ما ينبغي التنبيه إليه مرة تلو الأخرى هو استمرار الوعي واليقين بأن الجائحة ما زالت قائمة، وأن خطرها ما زال مهدداً بأسوأ العواقب -لا سمح الله- إذا غمضت الأعين عن مراقبته أو ضعفت النفوس في مواجهته، وأن الخيار الوحيد المتاح أمامنا أفراداً ومؤسسات هو أن تستمر المواجهة حتى زوال هذا الخطر تمامًا محليًا وعالميًا، وذلك لن يكون -بعد عون الله تعالى- إلا بقيام كل الأفراد والمجموعات بأدوارهم، بحيث يبدأ كل منا بنفسه ثم أفراد أسرته، ثم تأتي المساهمة الفاعلة في جهود المجتمع ومؤسساته في هذه المواجهة، التي ستظل مستمرة ما بقيت هذه الجائحة تشكل تهديداً لسلامة الناس الصحية، وأمنهم الاجتماعي والاقتصادي والنفسي وهو القادم قريبًا -بإذن الله-، وتتضح بشائره يومًا بعد يوم باكتشاف مزيد من اللقاحات وتصنيع الملايين منها بما يلبي حاجة المجتمعات والدول، ثم النجاح الكبير، الذي تحققه جهود المملكة لتأمين اللقاح للمواطنين والمقيمين في سائر أنحاء البلاد، وتقديمه لكل منهم في أسرع وقت ممكن ودون مشقة أو عناء، وتوجيهات ولاة الأمر ومتابعتهم لهذه الجهود، وهو ما اعتاده المواطنون في سائر أمورهم، وكل ما يحقق مصالحهم والحمد لله.
Fahad_otaish@
Fahad_otaish@