الداخل والخارج
ويوضح المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي سامي نادر، في تصريح لـ «اليوم»، أن خطاب البطريرك الراعي «رسالة إلى كل اللبنانيين وللمجتمع الدولي، فهي كانت رسالة للشعب اللبناني لحثهم على عدم السكوت حيال ما يجري في البلد، كما كانت رسالة بعهدة المعنيين المسؤولين عن الجمود الحاصل وعجزهم عن القيام بأي خطوة أو اتجاه منع الانهيار».
ويقول: «كما أنها صرخة باتجاه المجتمع الدولي، فهذا بلد على وشك الانتهاء، كما أنها في الوقت ذاته رسالة أمل بإمكانية وضع خارطة طريق لإنقاذ البلد، فهي المرة الأولى التي نرى فيها المطالبة المزدوجة بالحياد وإنشاء دولة مدنية ومحاربة الفساد، والحياد والمواضيع المتعلقة بالسيادة».
ويلفت إلى أن «ما حدث في بكركي يشكل قاعدة وطنية لخريطة إنقاذ، لأن الإنقاذ يبدأ في السياسة، وأسس ذلك اليوم هو تأمين الحياد، فلا يمكن أن يستعيد لبنان أنفاسه إذا لم يبتعد عن الصراع السائد في الإقليم، خصوصا مع إيران». ويشدد على ضرورة لا بد من تجاوز الانقسامات اللبنانية والذهاب نحو التقسيم ولكن بالاتجاه المعاكس إلى الدولة المدنية، التي يتساوى فيها كل اللبنانيين، مضيفا: «لقد أعطت الوقفة التضامنية في بكركي وجهة، فالأحزاب التقليدية في مرحلة تدهور وبأزمة مشروعية، فهي تواجه شارعها الذي يقول لها «كلن يعني كلن»، وبالتالي أن هذا الخطاب أعطى زخما إلى قسم كبير من المتظاهرين».
ويشير نادر إلى أن «مطلب الثورة هو الحياد والدولة المدنية ومحاربة الفساد، وبالتالي يشكل ذلك أرضية لضم الجميع وأخذ مسافة من كل المحاور وللذهاب باتجاه الدولة المدنية الجامعية لكل أبناء الشعب اللبناني، وفصل الدين عن الدولة».
الحياد «خيانة»
ورأى «حزب الله» على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن مطلب البطريرك بشارة بطرس الراعي ودعوته إلى الحياد «خيانة، كما أن المؤتمر الدولي إذا كان بنسخة سايكس بيكو فنحن ضده».
تأييد الراعي
وفي المواقف السياسية حول كلام الراعي، اعتبر الرئيس ميشال سليمان في بيان، أن «كلمة الكاردينال الراعي، شكلت المظلة لكل مَنْ يطالب بتطبيق الدستور ولكل مَنْ يناضل في سبيل الحفاظ على لبنان الكيان، ولكل مَنْ يعمل جاهدا لتحييد لبنان عن صراعات المحاور، ولكل مَنْ انتفض في سبيل العيش الكريم في جمهورية مدنية لها جيش واحد وفيها قضاء مستقل وعدالة لا تتجزأ، تحاكم المرتكب وتنصف مَنْ يجب إنصافه».
غرد الوزير السابق ميشال فرعون على «تويتر»: «انتفض ضمير لبنان ليفتح طريق الخلاص ويقطع طريق الجحيم على مَنْ وعدنا به خدمة لمصالحه. معا من أجل حماية لبنان من مشوهي صورته وخاطفي الحرية وكرامة الإنسان».
رفع الوصاية
وغردت النائبة رولا الطبش عبر «تويتر»: قالت بكركي كلمتها أمس، وكانت لسان حال اللبنانيين، المطالبين بتطبيق الدستور، المناضلين في سبيل الحفاظ على لبنان الكيان، العاملين لتحييد لبنان عن صراعات المحاور، المنتفضين من أجل عيش كريم، المؤمنين بدولة سيادية لها جيش واحد وقضاء مستقل، العاملين على إنقاذ لبنان من سلطة تتجه به إلى الجحيم. طروحات تلتقي مع مقررات الحوار الوطني، الذي عقد في 2006 وحصل حوله إجماع، في مسألة الحدود، السلاح، وتطبيق القرارات الدولية، وغيرها من الملفات الأساسية. فهل صعب على اللبنانيين أن يحيدوا أنفسهم عن صراعات الغير، ويتفقوا على ما اتفقوا عليه منذ سنوات قليلة؟
من جهته، أكد النائب السابق فارس سعيد، في حديث إذاعي، أن «البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يقود معركة جميع اللبنانيين»، معتبرا أن «واجبنا أن ننقل المبادرة من مبادرة مسيحية إلى مبادرة وطنية». وشدّد على أن «الأهم هو رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان»، مشيرا إلى أن «أي مبادرة خارجية لا تتكامل مع الداخل سيأتي الحل على حساب الداخل». ورأى أن «البطريركية المارونية هي مؤتمنة على مصلحة جميع اللبنانيين وليس المسيحيين فقط».