وأشار إلى أن حكومة طرابلس تبحث عن الرئيس جو بايدن للمطالبة بانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، موضحًا أن رئيس مجلس الدولة الليبي محمد المنفي المنتخب في 5 فبراير، يريد أن يبدأ هذه العملية لإضفاء الشرعية على سلطته.
انسحاب المرتزقة
وتابع التقرير يقول: إن انسحاب مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية وكذلك القوات التركية الموجودة في غرب البلاد، هو شرط أساسي لدخول وقف إطلاق النار الأخير حيز التنفيذ بشكل شامل وكامل.
وأضاف: تمت الموافقة على وقف إطلاق النار من قِبل ما يسمى باللجنة العسكرية 5+5، وهي قوة عمل مشتركة تتألف من حكومة طرابلس ومعسكر المشير خليفة حفتر، لكن المناقشات، وآخرها التي قادها مينفي في 21 فبراير، لا تزال متوقفة.
وأردف يقول: كان من المقرر خروج القوات الأجنبية من مدينة سرت التي حفرت فيها مجموعة فاغنر خندقًا، قبل 23 يناير.
ومع ذلك، فقد جاء الموعد النهائي وذهب ولم تتزحزح روسيا ولا تركيا.
ومضى التقرير يقول: كان انتخاب بايدن في نوفمبر 2020 يشير إلى أن الولايات المتحدة ستعود إلى القضية الليبية، وتُظهر واشنطن الآن استعدادها لإنهاء الحرب بالوكالة التي تشنها تركيا وروسيا في ليبيا.
وتابع يقول: أصبحت موسكو، التي استغلت غياب الولايات المتحدة لاحتلال الميدان، أكثر من أي وقت مضى في خط النار. البيت الأبيض يريد إنهاء أنشطتها في ليبيا، بينما تستمر قوات فاغنر في الانتشار في قاعدتي باراك؛ الشاطئ في جنوب البلاد والجفرة في الشمال.
مناقشات دبلوماسية
وأضاف: استؤنفت المناقشات في الدوائر الدبلوماسية. في 28 يناير، التقى جون سوليفان، السفير الأمريكي في موسكو، مع ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي. وفي اليوم نفسه انتقد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، أنقرة وموسكو، مطالبًا إياهما بوقف تدخلاتهما العسكرية وانسحاب مرتزقتهما.
وأردف يقول: وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، هناك 20 ألف مرتزق إجمالا يقاتل بعضهم إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، والبعض الآخر جزء من قوات حفتر.
ومضى يقول: مع ذلك، فإن انتقادات ميلز كانت مجرد صدى لقانون الاستقرار في ليبيا الذي قدمه تيد دويتش، وهو ديمقراطي يدعم حكومة طرابلس، في أكتوبر 2019 في مجلس النواب الأمريكي.
القوات التركية
وبحسب التقرير، سيفرض مشروع القانون عقوبات على المتعاقدين العسكريين والمرتزقة وشبه العسكريين العاملين في ليبيا، لذلك فهو يستهدف بشكل مباشر مجموعة فاغنر والقوات التركية.
وأشار إلى أن واشنطن لم تستمر في هذه الجهود الهزيلة، موضحًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في 9 فبراير إنه لن يسحب قواته حتى تفعل القوات الأجنبية الأخرى ذلك.
ومضى يقول: لأسباب اقتصادية وأيديولوجية، انضمت أنقرة في نهاية عام 2019 إلى حكومة الوفاق الوطني، بل وأرسلت إليها تعزيزات. كان هدفها إعادة وضعها ضمن الإطار السابق للهيمنة العثمانية، من خلال اللعب على العلاقة بين الإخوان المسلمين في البلدين.
جماعة الإخوان
وتابع: خلال فترة وجودها، اعتمدت حكومة الوفاق الوطني بشدة على صلات جماعة الإخوان المسلمين، من رئيس الوزراء السابق فايز السراج إلى فتحي باشاغا وزير الداخلية، وصلاح الدين نمروش وزير دفاعه، كان للإخوان المسلمين حلفاء أقوياء في طرابلس.
وأردف يقول: جماعة الإخوان المسلمين لديها عدد من الأوراق الرابحة في جعبتها، وهي اليوم تحاول التأثير في تشكيل الحكومة المقبلة ورئيس الوزراء الجديد عبدالحميد الدبيبة رجل مقرب منها.
وأضاف: ينظر الإخوان إلى انتخاب بايدن نظرة إيجابية؛ إنهم يعتمدون على عودة وجوه من إدارة باراك أوباما السابقة التي كانت أكثر تصالحية معهم من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان يفكر في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين أنها منظمة إرهابية.
السياسة الأمريكية
وبحسب التقرير، فإن إحدى الدلائل التي تشير إلى أن الولايات المتحدة ستعود قريبًا إلى الساحة الدولية، كانت تعيين أنتوني بلينكن في منصب وزير الخارجية.
وأشار إلى أن بلينكن نائب سابق لمستشار لمجلس الأمن القومي، ومساعد وزيرة الخارجية في عهد أوباما، وهو معروف بموقفه التدخلي، حيث أيد غزو العراق عام 2003 والتدخل في ليبيا عام 2011.
ومضى التقرير يقول: أعرب جو بايدن عدة مرات عن شكوكه بشأن تدخل منظمة حلف شمال الأطلنطي في ليبيا، ووصفه بالخطأ.
ونقل التقرير عن المؤرخة فيديريكا سايني فاسانوتي، من مركز معهد بروكينغز للأمن والاستراتيجية والتكنولوجيا، قولها: لأنه يعلم أن الأمور على المحك في حوض البحر الأبيض المتوسط، فإن بايدن سيتصرف بالتأكيد، رغم أنه ينوي التركيز أولا على السياسة الداخلية.
ونقل عن تهاني المقربي، الخبيرة الليبية في كولمن إنترناشيونال، قولها: من السابق لأوانه معرفة السياسة الدبلوماسية الجديدة لبايدن، لكن تظل أولويته هي ترتيب الولايات المتحدة والتعامل مع المشاكل الداخلية.
وأشار التقرير إلى أن من بين المهام التي يتعين القيام بها؛ تعيين مبعوث أمريكي خاص جديد إلى ليبيا، لا سيما أن هذا المنصب الذي شغله جوناثان وينر من 2013 إلى 2016، كان شاغرًا في عهد ترامب.
ونقل عن المقربي قولها: مثل هذا التعيين ستكون له أهمية رمزية؛ على مدى 4 سنوات دعمت وزارة الخارجية ببساطة كل ما كانت تفعله بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.