ويُظهر تقرير مُقدمة حلول أمن المعلومات «كاسبرسكي»، الذي جاء تحت عنوان «حالة برمجيات الملاحقة في 2020»، أن الوضع لم يتحسن كثيرًا مقارنة بعام 2019، الذي اكتشفت فيه كاسبرسكي 67,500 حالة استهداف لمستخدمي الهواتف المحمولة، مؤكدًا أنه من المهم عند الحديث عن التحسينات وضع أزمة جائحة كورونا في الحسبان؛ إذ غالبًا ما يستخدم أحد الزوجين برمجيات الملاحقة لمراقبة شريك حياته رقميًا، لذلك لم يكن من المستغرب أن يُظهر المنحنى السنوي للمستخدمين المتأثرين بهذه البرمجيات انخفاضًا بين مارس ويونيو 2020؛ المدة التي تزامنت مع عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم، قبل أن تبدأ الأرقام في الاستقرار بعد ذلك عندما بدأ العديد من البلدان حول العالم في تخفيف قيود الإغلاق.
البعد العالمي
وتُعد برمجيات الملاحقة شكلًا من أشكال العنف الرقمي، وظاهرة عالمية تؤثر في البلدان، بغض النظر عن حجمها أو طبيعتها الاجتماعية والثقافية.
وجاءت روسيا والبرازيل والولايات المتحدة والهند والمكسيك على رأس قائمة كاسبرسكي لعام 2020 للبلدان التي تضمّ أكثر المستخدمين المتأثرين بهذه البرمجيات، فيما حلّت ألمانيا في المرتبة السادسة عالميًا والأولى أوروبيًا.
تحالف القارات
بدأت كاسبرسكي هذا العام تعاونًا مع أربعة شركاء للعمل في مشروع يُدعى «دي ستوك» De Stalk على مستوى الاتحاد الأوروبي، اختارت المفوضية الأوروبية دعمه من خلال برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة.
كما شاركت، في 2019، تسع جهات أخرى في تأسيس التحالف ضد برمجيات الملاحقة، الذي يضمّ الآن 30 عضوًا من خمس قارات، ويهدف إلى تحسين قدرة قطاع الأمن الرقمي على اكتشاف هذه البرمجيات، وتعزيز التبادل المعرفي بين الشركات والمنظمات غير الربحية، ورفع الوعي العام بهذه المشكلة.
نهج شامل
وقالت مدير الأمن الرقمي لدى مؤسسة الحدود الإلكترونية، إيفا جالبرين، إن الجهات الأعضاء في التحالف قطعت خطوات واسعة خلال العام الماضي، شملت رفع الوعي والكشف عن برمجيات الملاحقة والبحث في تفاصيل الحياة اليومية للناجين من العنف المنزلي، مضيفة: التحالف مكّننا من اتباع نهج شامل في التصدي لمشكلة معقدة.. ما من حلّ بسيط لهذا التحدي، لذلك وجب علينا الاستمرار في المضي قدمًا والتصدي له على عدة جبهات.
وأصدرت كاسبرسكي في نوفمبر الماضي أداة مجانية لمكافحة برمجيات الملاحقة أسمتها «تيني شيك» TinyCheck؛ بهدف مساعدة المنظمات غير الربحية على دعم ضحايا العنف المنزلي وحماية خصوصيتهم، وتمتاز هذه الأداة بالقدرة على اكتشاف برمجيات الملاحقة وإبلاغ المستخدمين المتأثرين دون إشعار الجاني بذلك.
توصيات مهمة
وأوصى التقرير، المستخدمين، بالتحقق مما إذا كانت أجهزتهم المحمولة تحتوي برمجيات ملاحقة، من خلال التحقّق من الأذونات الممنوحة للتطبيقات المثبتة؛ إذ قد يجري إخفاء إحدى برمجيات الملاحقة تحت اسم تطبيق مزيف يُمنح الإذن بالوصول إلى الرسائل وسجلات المكالمات والموقع الجغرافي وأنشطة شخصية أخرى، فمثلًا يُعد التطبيق المسمى Wi-Fi، الذي يمكنه الوصول إلى الموقع الجغرافي للمستخدم، تطبيقًا مُريبًا.
كما أوصى التقرير بحذف التطبيقات غير المستخدمة لشهر أو أكثر، ويمكن دائمًا إعادة تثبيتها عند الحاجة إليها في المستقبل، مؤكدًا أهمية التحقق من إعدادات «مصادر غير معروفة» على أجهزة «أندرويد»، فإذا وُجدت مفعّلة، فقد يكون ذلك علامة على تثبيت برمجية غير مرغوب فيها من مصدر خارجي.
أوصى التقرير كذلك بالتحقق من سجل المتصفح، فلتنزيل برمجية ملاحقة، سوف يتعين على المعتدي زيارة بعض صفحات الويب التي لا يعرفها المستخدِم المستهدَف، لكن من الممكن أن يكون المعتدي قد مسح سجل التاريخ من المتصفح لإخفاء أثره.