من جانبه، أكد الخبير النفطي محمد الشطي، أن استمرار تعافي وتصاعد أسعار النفط الخام دليل ومؤشر قوي على تحسن في أساسيات السوق النفطية، مشيرا إلى أن حجم المخزون النفطي العالمي بأنواعه بدأ ينخفض، ويشهد سحوبات متواصلة مما يعني أن جهود استعادة المخزون النفطي إلى المستويات الطبيعية حدث بنجاح مستفيدا من حالة الباركورديشين لأسعار النفط ومعه أجواء التفاؤل والتي شجعت المستثمرين على شراء عقود النفط الخام في الأسواق الآجلة.
وأوضح أن السوق تحول من حال الانهيار في النصف الأول من 2020 إلى التعافي مع تغير في تطورات السوق، ولعل التغير الأبرز هو اتفاق أوبك بلس وتأقلمه مع حاجات السوق، وكان آخرها تأجيل الزيادة المقررة في يناير 2021، والتأكيد على اجتماع شهري دوري لتحالف المنتجين من داخل وخارج الأوبك على مستوى جميع الوزراء لتقييم السوق وتأثير إجراءات الخفض.
وأشار إلى أن السوق يستجيب لدرجة التزام أوبك بلس باتفاق خفض الإنتاج، مشيرا إلى أن التنسيق السعودي - الروسي وخفض الإنتاج الطوعي للمملكة وآلية التعويض للدول المنتجة التي لم تلتزم بالاتفاق في البداية منح السوق الاستقرار والتوازن.
ولفت إلى أن التوصل للقاح كورونا وتوزيعه بالرغم من مخاوف من موجة جديدة، إلا أن هناك مؤشرات على مظاهر العودة إلى الحياة الطبيعية والنشاط الصناعي وضخ المليارات من الحزم المالية وتشجيع المشاريع بأنواعها لدعم التنامي الاقتصادي في العالم.
وأكد أنه تم دعم الطلب على النفط ومعه تغير في توقعات السوق وتعافي الطلب مما يعزز توازن السوق، مشيرا إلى أن أسعار برنت تخطت حاجز الـ 65 دولارا للبرميل، رغم ارتفاع المخزون الأمريكي لهذا الأسبوع خلاف التوقعات.
وأشار الشطي إلى أن هناك ٣ سيناريوهات متوقعة في اجتماع أوبك بلس اليوم الخميس، بحسب توقعات السوق، الأول: هو زيادة تدريجية بنحو 500 ألف برميل يوميا وحسب معطيات السوق شهريا ويتم بصفة شهرية مع اجتماع أوبك بلس بعد دراسة السوق، أو أن يزيد الخفض لـ 5.8 مليون برميل بزيادة مقدارها 2 مليون برميل، التي كانت مقررة في شهر يناير ولكن تم تأجيلها أو أن يتم تثبيت الاتفاق الحالي إلى شهر أو شهرين قادمين.
وأكد أن في كل الأحوال والسيناريوهات تعود السعودية إلى رفع الإنتاج بمقدار ما خفضت خلال شهري فبراير ومارس وهو مليون برميل يوميا، كذلك تتم متابعة تعويض الدول المنتجة الأعضاء التي تجاوزت في إنتاجها وتعهدت بالتعويض من خلال برنامج زمني مقرر.
وأشار إلى أن السوق يواجه مخاوف مرتبطة بوتيرة تعافي الطلب وفاعلية انتشار توزيع لقاح كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها فضلا عن مصير الملف الإيراني النووي والعلاقات مع أمريكا وأوروبا.
ورجح أن يتم اللجوء إلى السيناريو الأول أو الثاني، للتأكد من توجهات السوق ومنح فرصة أكبر للتوازن وعودة المخزون إلى مستوياته، إذ إن من المرجح أن يتعافى إجمالي الإنتاج الأمريكي من الإمدادات بمقدار لا يتجاوز 200 - 300 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي، بعد انخفاض بمقدار 800 ألف برميل يوميا في 2020، بينما تتوقع أوبك استمرار الخفض في الإنتاج الأمريكي بشكل طفيف في العام الحالي، لذلك من المتوقع دعم مستويات الأسعار الحالية بالرغم من تذبذبها بين ارتفاع وانخفاض إلى حين استقرار ووضوح المؤشرات الاقتصادية والصناعية والطلب والعرض.
وارتفعت مخزونات النفط في الولايات المتحدة بشكل مفاجئ، خلال الأسبوع الماضي، ليكون الصعود الأول في غضون 5 أسابيع، مع هبوط قوي في واردات الخام الأمريكية.
ومن المتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعها كما توقع عدد من البنوك والبيوت الاستشارية، وهو رهن استمرار التحسن في أساسيات السوق، خصوصا أن الإمدادات تشهد زيادة تقل عن الزيادة في الطلب مع توقعات تباطؤ في إنتاج النفط الأمريكي والنفط الإيراني.
ووسط هذه التطورات تجتمع الأوبك بلس اليوم الخميس وسط أجواء إيجابية، ونجاح في استقرار الأسواق وارتفاع الأسعار واستعداد الأوبك بلس لفعل كل ما من شأنه تحسين توازن الأسواق.
وتوقع مراقبون ومحللون أن تنهي المملكة خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا ولو على أساس تدريجي وتدعو أوبك بلس إلى تثبيت إنتاجها من أبريل، وفي حالة رفع السعودية إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا يرجح أن تقوم أوبك بلس برفع إنتاجها فقط بمقدار ٥٠٠ ألف برميل يوميا من شهر أبريل.
وتوقع بنك جي بي مورجان أن يعود الطلب العالمي على النفط عند مستويات ١٠٠ مليون برميل يوميا مع نهاية هذا العام ٢٠٢١، فيما تقدر سكرتارية الأوبك إجمالي الطلب على النفط لشهر يناير ٢٠٢١ عند ٩٣.٢ مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن إجمالي الطلب العالمي على النفط لعام ٢٠٢١ سيقف عند ٩٦ مليون برميل مقابل 90.3 مليون برميل خلال 2020 مما يعني زيادة مقدارها ٥.٨ مليون برميل يوميا تعكس التعافي الاقتصادي.
انخفاض حجم المخزون العالمي يحسن أساسيات السوق
موجة تفاؤل تدفع المستثمرين للشراء في الأسواق الآجلة
اللقاح يعزز ضخ الحزم المالية وتنفيذ المشروعات عالميا
صعود متوقع للأسعار خلال 5 أسابيع
توقعات بعودة الطلب العالمي عند مستويات 100 مليون برميل يوميا
توقع نفطيون ثلاثة سيناريوهات في اجتماع أوبك بلس اليوم الخميس، وذلك لدعم استقرار السوق، لا سيما بعد أن تجاوزت الأسعار 65 دولارا للبرميل، لتعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، مشيرين إلى أن السيناريو الأول المتوقع: زيادة تدريجية بنحو 500 ألف برميل يوميا، بحسب معطيات السوق شهريا، ويتم بصفة شهرية مع اجتماع أوبك بلس بعد دراسة السوق، أو أن يزيد الخفض لـ 5.8 مليون برميل بزيادة مقدارها 2 مليون برميل، التي كانت مقررة في شهر يناير ولكن تم تأجيلها، أو أن يتم تثبت الاتفاق الحالي إلى شهر أو شهرين قادمين.