لذلك، لا تغضب مني، حين أرفض طلبك بأن أقوم بتصويرك، فأنا لا أجيد هذا الأمر ولا أحبه.
أنا أعتقد أن المصور المبدع هو في الأساس رسام موهوب، وللأسف، في امتحان الرسم كنت أقوم باستخدام المسطرة. ولكنني أحاول أن أتعلم كيفية الرسم بالكلمات، كما قال الأستاذ أنيس منصور عن نفسه أنه كرسام الكاريكاتير الذي يستخدم الكلمات بدلا من الرسم للتعبير.
في العصر الحالي، أصبح معظم البشر على مستوى العالم، يمتلكون (الهاتف المحمول) المدعو بالهاتف الذكي حيث يقوم بالكثير من المهام أحدها التصوير.
وفي جولة بسيطة حول العالم، نذكر ما قاله الدكتور (حسنين شفيق) في كتابه التصوير الصحفي عن أحد الأشخاص الذي أخرج من جيبه الهاتف، وقام بتصوير إحدى الطائرات في مطار زيورخ بسويسرا أثناء إقلاعها، ليتفاجأ بقطعة من المعدن تسقط منها، مما يعني احتمال وجود عطل فني بها قد تسقط بسببه، مما ساعد في إعادة الطائرة إلى المطار مباشرة، وأنقذ المئات من الركاب من الكارثة التي كادت أن تحدث لو لم يلتقط هذه الصورة.
ونذهب سويا لإحدى الدول العربية - دون ذكر اسمها-، ونتواجد داخل إحدى قراها، لنسمع عن حكاية أحد الشباب الذي قام هو الآخر بإخراج هاتفه ليقوم بتصوير إحدى الفتيات من قرية مجاورة، أثناء تواجدها في أحد الأماكن الاجتماعية، والتي يتواجد فيها أهل القريتين في الكثير من المناسبات، وتحدث المعارك ما بين القريتين نتيجة لهذه الصورة، ويصاب الكثير من الشباب بإصابات، وتتحطم الكثير من السيارات.
الأمر الذي لفت إنتباهى، في كلتا القصتين، الهاتف المحمول ليس هو الجاني وليس هو السبب فيما حدث من إنقاذ لركاب الطائرة أو من عراك ما بين القريتين.
فالسبب كان الشاب المستخدم للهاتف المحمول، وكيفية الاستخدام.
لذلك، إذا كنت ممن يحبون التصوير بالهاتف المحمول، احرص قبل أن تخرج هاتفك من جيبك لتقوم بالتصوير على أن تسأل نفسك ما العاقبة من وراء هذه الصورة؟
أما أنا فلأنني لا أجيد التصوير كما قلت في بداية المقال، فحين طلبت مني الأستاذة (أماني السميري) صورة حديثة لي من أجل الجريدة، قمت أنا وصديقي (محمد العارف) بالذهاب إلى أحد الاستديوهات المحترفة في التصوير للقيام بهذا الأمر.
فإذا بصديقى يقول للمصور: «نريد أن تفعل له كذا وكذا وكذا». فصديقي يريد أن تكون الصورة جيدة، فإذا بالمصور المصري كالمعتاد يرد عليه قائلا: «هو جاي يستحمى هنا ولا إيه، ولا أحسن نجيب حد يتصور مكانه».
لذا، إن طلبت الأستاذة أماني السميري صورة أخرى، فأرجو منها أولا أن تطلب من الموهوبة المبدعة (أمجاد المطيري) أن تلتقطها.
ولكن، هل ستجيب أمجاد بـ «لا تطلب مني هذا الطلب» بالرغم من أنها تجيده.
@salehsheha1