اعلم يقيناً أنك إذا استطعت أن تنتصر بالحيلة والنصب والخداع والغدر، فإنك قد انهزمت وخسرت ولم تربح، بل كسبت الذنوب وسوء المنقلب.
وبما أننا نعيش زمنا صعبا وصعبا جداً، لذا أرجو أن نقف مع كل أحد قد نراه يحتاج للمساعدة، هناك ضغوطات من كل مكان، لذلك لو رأيت صديقا أو قريبا أو حتى شخصا لا تعرفه يعاني تلك الضغوط أو مشاكل أو تهميشا أو تنمرا أو عنفا أو كلاما قاسيا أو أي شيء سواء من المجتمع أو من أهله أو من العمل أو حتى من السوشيال ميديا!
كن معه، ادعمه دون قيد أو شرط، قل له أنا معك، لا تحاول أن تستغل ظروفه في الحصول على مبتغاك وأهدافك في تحجيره أو التحايل لتفرد عضلاتك عليه فتحرمه من حقوق بسيطة أحلها الله ثم الملك والوطن له، تحرمه إياها باسم العادات والتقاليد البالية، أو باسم الحذر والحيطة، أو باسم كف الذريعة، أو أن تكثر الملامة عليه فتزيد الطين بلة؛ لتكون أنت المساند الذي أرادك عوناً فصرت عليه فرعونا، فعلياً إنه تنمر في ثوب مساندة بنكهة الحماية والعضد الداعم.
الموضوع لا يحتمل التجاهل فعلاً. البعض للأسف يردد بلا وعي: اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية! إلا أنه لا الاختلاف ولا التميز يوافق أهواءهم، بل أغلبهم يود أن يُقصِيك ويُنهِيك من هذا الوجود، ليفسد الاختلاف في الرأي ألف قضية، ويتنمر عليك السفهاء والجهلة من كل حدب وصوب، ومن كل شكل ولون. التنمر كلمة عربية قديمة، وتعني أن يجعل المرء من نفسه مثل النَّمِر في شجاعته، أو عدوانيته الإيجابية.
كما قال الفرزدق في مدح امرأة وأهلها:
وإنّ لها أعمامَ صدق وإخوة
وشيخاً إذا شاءت تَنَمّر دونها
تَنَمَّر: أي صار شجاعاً كالنمر، وحمى المرأة، أما التنمر حالياً فعدواني النزعة والهوى والهوية.