الأخصائيون يرون أن جميع القدرات العقلية بما فيها الذكاء تتطور أثناء النشاط اليومي للشخص، ويظهر الذكاء عن طريق تبادل المعلومات مع البيئة وفي الممارسة الواعية، التي تمكن صاحبها من الفهم والاستيعاب والتصرف والتحرك والتذكر، البيئة الفقيرة ذهنياً واجتماعياً ومادياً كما يقول الأخصائيون أطفالها وإن كانوا أذكياء إلاّ أن هذا الذكاء للأسف لا ينمو، وقد يموت لأن ذكاءهم لا يُنمّى بالبرامج التعليمية والترفيهية، زد على ذلك القسوة الزائدة عليهم من آبائهم والتسلط المحبط، الذي يقتل قدراتهم بما فيها الإبداع.
وعكسه تماماً الغباء، فمن أصعب الصعوبات التعامل مع الأغبياء، أيضاً دراسة أجرتها جامعة ليندبرج السويدية أكدت أن العمل مع أشخاص أغبياء يزيد من إمكانية إصابة الإنسان بالتوتر العصبي، الذي يؤدي بدوره للإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى أخطرها الأزمات القلبية!
أما الباحثون السويديون، فيقولون: إن التعامل مع محدودي الذكاء لا يقل خطراً عن تأثير تدخين السجائر وإدمان المواد المنبهة مثل القهوة والشاي؛ لأنه يؤدى لإصابة، الذين يتعاملون معهم بالضغط العصبي. لا تستغربون!!
دراسات أجريت على «500 شخص» أصيبوا بالأزمة القلبية.. وحين التعرف على عاداتهم من خلال توجيه بعض الأسئلة عن طبيعة عمل كل منهم تبين أن 62% منهم كانوا يتعاملون مع أشخاص مستوى الفهم والاستيعاب لديهم ضعيف مما تسبب في إصابتهم بالضغط العصبي الشديد أثناء العمل.
هؤلاء الأشخاص كثيراً ما نقابلهم في حياتنا العامة، وإذا اختلفنا معهم في وجهات النظر سنكون نحن الأغبياء، وهم الأذكياء عجبي!!
لنتعامل مع جميع أنماط الشخصيات بفن، فالتعامل يكون باختيار الطريقة الأنسب للطرفين كالبحث عن المساحات والدوائر المشتركة للتعامل، والهروب من المنطقة الشائكة بدبلوماسية لا تؤذي ولا تسبب مضايقات.
ليس بعض الآباء وحدهم مَنْ لهم دور في غباء الأبناء، المدرسون أيضاً يشاركون الآباء وبنفس النسبة إن لم تكن أكبر، ناهيك عن انعدام الخبرة الحياتية، التي تجعل أي موقف للتعامل مع الآخرين مربكًا ومشوبًا بالتوتر، وبالتالي تحدث هذه المواقف الغبية.
المصيبة لو كان هؤلاء الأشخاص، الذين نتعامل معهم كما يقول المثل العامي «غشيم ومتعافي». أو المتذاكي مع التلميع - تلميع أنفسهم ـ، إذن لنتعامل معهم بحذر وبطريقة التعامل مع كورونا، لا بالتباعد وترك مسافة والإجراءات الاحترازية، ولكن بتخفيض سقف التوقعات منهم حتى إن كانت مهمة صعبة جداً، لكنها الوسيلة الوحيدة لحمايتنا من الجلطات. أقول له زيداً فيكتب خالداً.
[email protected]