وذكر التقرير أنه تم اتخاذ بعض التحركات الأخرى المشكوك فيها من جانب بايدن وفريق السياسة الخارجية التابع له التي تؤثر في العلاقات الأمريكية الصينية.
وفي أول محادثة هاتفية للرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الياباني الجديد، يوشيهيدي سوجا، كرر بايدن أن معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين تغطي سلسلة جزر سينكاكو غير المأهولة، التي تتدعي الصين أيضا سيادتها عليها، وفي أواخر شهر فبراير، صعّد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، الأمور عندما صرح بأن واشنطن تدعم «سيادة» اليابان على هذه الجزر.
وأشار هذا التعليق إلى تحول كبير في السياسة الأمريكية، وكان الموقف الرسمي لواشنطن هو أنه في حين أن الولايات المتحدة ستقاوم أي استخدام للقوة لإنهاء إدارة طوكيو للجزر الصغيرة، فإنها لم تحدد موقفا فيما يتعلق بوقائع النزاع الإقليمي.
الأداء الفوضوي
وسجل بيان كيربي تأييد الولايات المتحدة لسيادة طوكيو على للجزر، وكان عليه أن يتراجع في اليوم التالي بـ«توضيح» يعيد التأكيد على السياسة القائمة سلفا، ويرى الكاتب أن «مثل هذا الأداء الفوضوي لا يوحي بالثقة».
ولم تكن منطقة شرق آسيا الساحة الوحيدة التي ظهر فيها سلوك الإدارة الجديدة مشوشا. ففي أواخر فبراير، أمر البيت الأبيض بشن ضربات جوية على سوريا، لأن الميليشيات الموالية لإيران هاجمت منشآت عسكرية أمريكية في العراق المجاور.
وأثار جانبان من جوانب هذا القرار انتقادات على الفور، فقد وافق الرئيس على القصف دون استشارة الكونغرس، واستند في صلاحيته المزعومة إلى تفسير موسع للغاية لـ«التصريح باستخدام القوة العسكرية» ضد تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى.
وأثار تحرك بايدن انتقادات فورية، بما في ذلك من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس.
وأوضح التقرير أن قرار الإدارة باستخدام القوة العسكرية دون أي تنسيق مع حزب الرئيس في الكونغرس، يشير إلى تبن متغطرس للرئاسة الإمبراطورية، أو هو مجرد حماقة.
الجانب السيئ
وهناك جانب آخر من القرار كان أكثر سوءا، فعلى الرغم من أن روسيا لديها وجود عسكري كبير في سوريا لدعم حكومة بشار الأسد المحاصر في الحرب الأهلية هناك، يبدو أن الولايات المتحدة أعطت موسكو إخطارا مسبقا قبل أربع أو خمس دقائق فقط من القصف.
ويقول الكاتب: إنه كان من الممكن أن تؤدي هذه المدة القصيرة للغاية إلى وقوع حادث خطير، ويساعد الأفراد الروس في تشغيل نظام الدفاع الجوي لنظام الأسد، ويمكن للمرء أن يتخيل بسهولة رد الفعل إذا تم إسقاط طائرة أمريكية في أثناء الغارة.
وهناك خطر آخر أكبر وهو أن الهجوم كان من الممكن أن يؤدي إلى مقتل عسكريين روس لم يكن لديهم الوقت للاحتماء، واعتبر الكاتب أن ذلك الخطر لا داعي له وكان من الممكن، بل كان يجب، تجنبه.
واشتكى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشدة من سلوك واشنطن، ومن المؤكد أن هذه الواقعة لم تقدم شيئا لتهدئة العلاقات الأمريكية الروسية المتوترة بالفعل.
واختتم الكاتب بالقول: إنه إذا كانت سياسات الهواة الفظة تلك هي ما يمكن أن تتوقعه أمريكا من محترفين يفترض أنهم يتمتعون بالخبرة، فإن الولايات المتحدة ستسير في طريق صعب خلال السنوات الأربع المقبلة.