عشت في منزلي لمدة ٧ سنين أكرهه وأمقته وأترقب اليوم الذي سأغادره بفارغ الصبر، كان من المستحيل أن يمر يوم من دون ذكر عيوب منزلنا وشتم المقاول على وجه الخصوص، حاولت كثيرا أن أجعل غرفتي أكثر جمالا أضفت كل ما بإمكاني إضافته لجعلها تشبهني وتتسع لأغراضي لكن بلا جدوى. كنت أقول إنه لا يمكن لأحد أن يلومني على كرهه فلم يكن هناك أي شيء يشفع له سوى أنه منزل ومأوى! واليوم نغادر هذا المكان الذي لطالما اعتبرته عائقا لكل ما أتمناه وأريده، وكنت أتوقع أن ليلة الفراق سأرقص فيها من الفرح ولكن الذي لم يكن بالحسبان هو أنني لم أنم طوال هذا الأسبوع بسبب الحزن والخوف الذي اجتاحني، وبسبب الفراق كانت الوحشه تملأ المكان وكآبتي تملأ السرير كان أسوأ أسبوع لي، كانت الغرفة تشبهني بشكل لم أكن أراه كنت أراني في غرفتي. وظللت أسألني كيف لا أحزن واضطرابات مراهقتي ونضوجي حصلت هنا، كيف لا أحزن وأهم الأحداث في حياتي كانت بين هذه الحيطان، لكن السؤال الذي أغرقني في حيرتي بل كيف كنت أكرهه في الأصل!؟. فأنا الآن لا أرى ما البغيض فيه فهو منزل لطيف فعلا، غريب هو أمر الإنسان حقا لا يرى الجمال إلا حين الرحيل، وبعد ساعات من التفكر والتأمل أتتني الأجوبة على حين غفلة مني وتفكرت في سخف الإنسان الذي لا يبصر زحام النعم التي أمام ناظريه. أسأل الله أن يرزقنا نعمة التفكر والحمد على جميع الأحوال والآن أنا أحاول توديعه بالطريقة التي تليق به لكن لا أشعر بأني استطعت.
salmaisf