ولندخل إلى الجامعات، ولكن ليس لنتحدث عن الشباب، ولكن لنتحدث عن حالة البحث العلمي. أتذكر أثناء قيامي باستكمال دراستي ما بعد الجامعية، قالت إحدى أستاذاتنا في إحدى المحاضرات: إن الدول العربية ما زالت مستهلكة للمعرفة وليست منتجة لها.
وقد فهمت هذه الجملة فيما بعد أثناء قيامي بالبحث في الرسائل العربية والأجنبية عن أحد الموضوعات، التي كُلفت بها.
فوجدت أن معظم الرسائل العربية عن هذا الموضوع -إلا ما ندر- لم تكن تضيف شيئاً للعلم، بل إن الباحث لم يكن في حاجة للقيام بهذا البحث، ولا إرهاق نفسه باختيار عينة لدراستها، وكان من الأفضل ألا يقوم بعمل أدوات لجمع البيانات مثل الاستبيان، الذي تتم الإجابة عن أسئلته ليس بدافع العلم، ولكن بدافع الحب والود والخواطر.
وأصبحت حينما أقرأ مقدمة البحث، أكاد أعرف ما ستكون النتائج قبل الوصول إلى الصفحات المكتوبة بها، فقد اعتدت على عدم وجود مفاجآت، بعكس الرسائل الأجنبية الآتية من الغرب، التي كانت تُضيف دائماً.
ولاحظت أن النظريات العلمية، التي يعتمد عليها الباحثون العرب في بحوثهم تأتي من الغرب، وكأننا لا نستطيع أن نفعل ما يفعلون.
وإذ بي أتذكر قول أبي لي، حينما لم أكن أُدرك قيمة العلم: «هل زملاؤك، الذين يحصلون على أعلى الدرجات، يزيدون عنك رجلاً أو يداً أو عيناً»؟.
وأقول لكم ما قاله لي أبي، هل يزيد الغرب عنا رجلاً أو يداً أو عيناً؟.
فأنا أرى أنه لا يمنعنا شيء أن نأتي بالجديد، لذا، رجاءً، اجعلوهم يقومون هم بالتقليد.
@salehsheha1