أغلب مدارسنا تقع على شوارع تجارية متميزة جدا يمكن الاستفادة منها في تحقيق مدخول لإدارات التعليم في كل منطقة ورفع الكثير من المصاريف عن كاهل وزارة التعليم، لو تم التعامل مع هذه المواقع بفكر استثماري سنحقق دخلا مهما يتجاوز مئات الملايين من الريالات سنويا.
لنضرب لذلك مثلا يوجد موقع مدرسة في مدينة الرياض يقع على شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقا) وهو من الأماكن التجارية المميزة، حيث تقع على هذا الطريق بطول يتجاوز الخمسين مترا، ومساحة المدرسة التي تحاذي الشارع لا يوجد بها مبان تعيق إنشاء معارض أو دكاكين.. دعونا نتعامل بفكر استثماري مع هذه المساحة وننشئ عشرة دكاكين بمساحة عرض خمسة أمتار (حسب المساحة المعتادة) وكل دكان عبارة عن دورين بإيجار ما لا يقل عن مائة وخمسين ألف ريال للواحد في العام، سيصبح لدينا مليون ونصف المليون سنويا من مدرسة واحدة فقط، لو تم التعامل مع 400 أو 500 مدرسة في الرياض على هذا الأساس (التي تقع على شوارع متميزة) سنحقق في المتوسط دخلا سنويا لا يقل عن 250 مليون ريال في مدينة واحدة، فما بالك لو تم تعميم الفكرة على بقية المدارس في كافة مناطق المملكة فإننا سنحقق رقم المليار بكل سهولة مما يعني توفير مبلغ ضخم يمكن الاستفادة منه في برامج أخرى أو تدعيم برامج التنمية التي أطلقتها رؤية المملكة 2030 في كافة أنحاء البلاد.
ربما يبدو للوهلة الأولى أن الفكرة صعبة التطبيق ولكن في حقيقة الأمر يمكن التعامل معها بكل سهولة وتنفيذها بالتدريج من خلال تطبيق الاقتراح على بعض المدارس في الرياض وجدة ومن ثم التوسع في ذلك في هاتين المدينتين وبعدها المدن الأصغر وهكذا لنصل إلى النسبة المطلوبة ونحقق الفائدة المرجوة عن طريق استثمار المواقع المهمة للمدارس التي تعود بالفائدة على التعليم وتطويره والمجتمع بشكل عام.
ربما يقول البعض إن المساحات الواسعة للمدرسة مطلوبة حتى يستطيع الطلاب الانطلاق والتحرك.. وهنا أتساءل هل المدارس الأهلية التي يصل عددها إلى 4000 مدرسة على مستوى المملكة تمتلك تلك المساحات بالطبع لا وما زالت تقدم تعليما متميزا وجيدا، إذن المساحة الواسعة لا تعني شيئا في موضوع جودة التعليم. أتمنى من الوزارة أن تبدأ تطبيق الاقتراح على بعض المدارس فقط وتقييم التجربة، مع علمي الأكيد أن مسئوليها سيقتنعون بذلك عندما يلمسون النتائج الإيجابية. ويبقى البدء في التنفيذ.
almarshad_1@