تظن لحين أنك المقصود إلى أن تفهم معنى التصالح مع الأشياء، وتفهم أن النصوص ما عدا القرآن وسنة رسوله الكريم -عليه الصلاة والسلام- مجرد قوالب إنسان يمر بما تمر به من مشاعر أو ينقلها بإتقان ليحكي تجربة ما، يحصل بينكم قربة ونسب فتميل لبعض الكلمات دون غيرها تستشعرها وتظنها رسالات موجهة إليك.
هذه الرسالات تفسرها أنت تحدد قربها إليك -رغم أن صانعها يكون بمنأى عنك- تقترب لها لأنك تحتاج عصارة تلك المشاعر أو لأنها تملأ ما ينقصك أو لأنك تحتاج لحظة احتواء فأنت تمر بمرحلة انكسار أو مشتت بين إقبال وإدبار، وبعضها قريب لأنها فعلا وافقت ما شعرت ومرت بما مررت.
بعد ذاك الحين وفي مرحلة ما ستصل لنضج عاطفي ثم إدراكي فتفصل بينك وبين الكاتب، وقد تذهب عميقا فتعزل الكاتب عن إنتاجه وفي هذه المرحلة فقط ستحقق ارتباطا مبنيا على أساس صحيح بمن تقرأ له ستنتمي لخطه، ومهما ابتعدت ستشتاق للرجوع إليه لأنك ستعيش في كنفه بسلام لا شعور بانتقاص أو انتقاد أو استنزاف، ستحيا في عالمه سعيدا بارتياح وراية حروفه ستمتد إلى حدود عالمك وستعبر بسلام.
لذا في رأيي من أبشع الجرائم التلاعب بالمفردات ولو كنت قاضية سأحكم «عليه/ عليها» بالنفي من عالم المداد لتسلم جهة من حياتنا من حروب القهر، الكيد، اللمز، الهمز، زيف الهوى، فوضى الإيحاء، تجويع الروح والاحتلال ليتحقق في عالم من عوالمنا المدينة الفاضلة بأوسع الأبجديات.
ALAmoudiSheika@