لا أشك في ذلك فهو أوهى من بيت العنكبوت، ومجرد غثاء سرعان ما يزول إذا بددته أمواج فكرنا الوسطي المتزن المبني على عقيدة سمحة، تستمد قوتها من كونها وحياً يوحى من العزيز الحكيم الأعلم بما يصلح للبشرية، جل جلاله.
وبالتالي فإن جهود التوعية يجب ألا تكون دفاعاً فقط، فخير وسيلة للدفاع الهجوم، ولذلك لابد من البناء وتقديم الرسالة، وهذا يستدعي أن يمتلك حماة الوطن وبناته في شتى المجالات ثقة بالنفس، فاليد المرتعشة لا تحمل سلاحاً ولا قلماً، ورسالة قوية فالمنافسة ضخمة وشرسة، وقوة مرتكزاتنا لابد أن ينتج عنها قوة رسالتنا، وتنوعها، ولذلك على المسؤول مهمة عظيمة بأن يحول مؤسسته إلى قلعة للبناء والحماية، وعلى الإمام والخطيب أن يقوم بدوره الحقيقي، فيحمي هذا الدور ممن يريد اختطافه أو تشويهه، وعلى الإعلامي، سواء الذي يرى في نفسه القدرة على الخروج في الوسائل الإعلامية الخارجية، أو مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي أن يمتلك الذكاء والشجاعة، وعلى الأب أن يقوم بدوره في حماية أبنائه الذين هم رجال وطنه وحملة اسمه في قادم الأيام، وكم من أب بكى إهماله؟!، وعلى المعلم سواء في التعليم العام أو الجامعي ألا يتوانى، ولذلك فخطوة وزارة التعليم التي أعلنت عنها بإنشاء وحدات التوعية الفكرية في جميع إدارات التعليم والجامعات؛ لتعزيز القيم الحميدة، على غرار قيم المواطنة والاعتدال والوسطية، والتصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال، ورصد المخالفات والأفكار والسلوكيات المتطرفة والمنحلة، والظواهر السلبية التي تدعو إلى الخروج عن مصفوفة القيم المجتمعية، من خلال خطط وبرامج وأنشطة وفعاليات تُعدُّ إنساناً يتمسك بثوابته الدينية، وقيمه الوطنية، ويفتخر بوطنه وقيادته، وحضارته وتاريخه ورموزه الوطنية، ويتحلى بقيم الوسطية والاعتدال خطوة في الاتجاه الصحيح.
ولا أشك أننا بتوفيق الله ثم بتكاتفنا وبما نملكه نستطيع أن نواجه كل فكر متطرف ومنحل، بشرط ألا نهمله حتى يكبر ويقوى.
shlash2020 @