نهج الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش واحترام ثقافات العالم، هو نهج راسخ ومنصة انطلاق لمبادئ واستراتيجيات وقيم المملكة العربية السعودية منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله».
هذا الواقع الثابت، وما يلتقي معه من إعلان وزارة التعليم عن إنشاء وحدات التوعية الفكرية في جميع إدارات التعليم والجامعات، وفقا للنموذج التشغيلي المعتمد، بما يعزز من القيم الحميدة، على غرار قيم المواطنة والاعتدال والوسطية، والتصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال، وكذلك ما قاله وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ من أن الوزارة تهدف من إنشاء وحدة التوعية الفكرية في كل إدارة تعليم وجامعة إلى تعزيز القيم الحميدة مثل الولاء للدين، والولاء لولاة الأمر، والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجة آثاره، وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية، مشيرا إلى أن الوحدة ستعمل على رصد المخالفات والأفكار والسلوكيات المتطرفة والمنحلة، والظواهر السلبية التي تدعو إلى الاختلال والخروج عن مصفوفة القيم المجتمعية، وذلك وفقا للضوابط التي تحددها الوزارة في ضوء الأنظمة واللوائح.
وما أكده آل الشيخ بأن وزارة التعليم تستشعر أهمية المواطنة الواعية والمسؤولة في أداء مؤسساتها التعليمية، والحرص على تعميقها ووقايتها وتحصينها من أي مهددات تنعكس سلبا على سمعتها المؤسسية وعلى الوطن، وتشديده على أن الوزارة لن تسمح باستغلال المؤسسات التعليمية للترويج للفكر المتطرف، أو لممارسة أي سلوكيات تدعو إلى الانحلال، أو استخدام المسؤولية المهنية التعليمية في غير سياقاتها الوطنية.
إضافة لما أشار إليه الدكتور آل الشيخ عن عمل وحدة التوعية الفكرية الذي سيكون وفق استراتيجية محددة، وحوكمة إدارية منضبطة، تسعى من خلالها وزارة التعليم إلى تحقيق جانبين، هما تعزيز (الحصانة والحماية الذاتية) بأن ترصد الوحدة الظواهر السلبية وتحللها وتقدم البرامج العلاجية لها، وأن يحمي كل طالب ومعلم وعضو هيئة تدريس وإداري نفسه من الوقوع في أي مظاهر انحراف فكري، و(التوعية) من خطر الانزلاق في مواطن الشبهات في العالم الافتراضي المفتوح الذي لا حدود له، والمتربصون فيه كثر، والتضليل الفكري ينشط فيه بلا توقف.
هذه التفاصيل الواردة فيما أعلنت عنه وزارة التعليم، تشكل أحد أطر المشهد الشامل من الجهود المستديمة والمساعي النبيلة لترسيخ المبادئ والقيم الحميدة، والمواطنة والاعتدال والوسطية، ورفض الأفكار المتطرفه والانحلال بين أبناء وبنات الوطن، ويتوافق مع مكانة المملكة إقليميا ودوليا.