وأضافت: تبقى كل هذه التراكمات مختبئة في نفسه على مر السنين، فلا يزال يعاني عدم قدرته على التفرد بذاته وفعل الأمور التي يرغب حقًا في فعلها، ويهتم برأي الناس فيه، ويخشى أن يجد نفسه وحيدًا، لذلك فعند بلوغه سن الأربعين، يدرك حقيقة أنه عاش سنوات عمره الماضية لا لنفسه؛ بل من أجل الآخرين، وأنه كان يسعى لإرضائهم خشية أن يجد نفسه وحيدًا.
وتابعت: عندما يبلغ الأربعين يتخذ قرارات تغير من حياته لكي يكون راضيًا عنها، فتكون هذه المرحلة هي المدة التي يمكن للمرء أن يكوّن ذاته، ويصبح أكثر استقلالية عن الآخرين، وبوسعه أن يكتشف نفسه وطبيعته، وأن يتمتع بالقوة والنضج والحكمة التي جمعها خلال كل السنوات الماضية من عمره.
واستشهدت الرويشد بمقولة الكاتبة إيدا لوشان: «منذ بلغت الأربعين عرفت عن نفسي وعما أريده في الحياة أكثر مما عرفت في عمري السابق كله»، وأن «منتصف العمر هو المرحلة التي لا يهتم فيها الإنسان برأي الآخرين، ويكون اهتمامه منصبًا على نمو ذاته وتقدير نفسه»، وتساءلت: هل يجب أن نبلغ الأربعين حتى نعرف ماذا نريد من هذه الحياة؟ وهل سننتظر كل هذه السنوات حتى نفهم أنفسنا ونكون أكثر صدقًا مع ذواتنا؟
واختتمت بقولها: علينا أن ندرك هذه الحقائق قبل أن نجد أنفسنا قد بلغنا سن الأربعين، فنصاب بحالة من الشعور بالخذلان، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، وحينها تحدث «أزمة منتصف العمر»، ولن تكون هناك أزمة إذا استطعنا أن نعبر مرحلة الطفولة والمراهقة، وسنوات ما قبل الأربعين وقد عرفنا ما الذي نريده في هذه الحياة.