● نجح المبدعون السعوديون في التتويج بالكثير من الجوائز الثقافية مؤخرًا.. علام يدل ذلك؟
- حصول المبدعين السعوديين على الجوائز يأتي تتويجًا لإبداعهم وتميزهم، فالإبداع الثقافي مزدهر في المملكة خلال السنوات الأخيرة؛ لأن هناك اشتغالًا جيدًا في فروع الأدب المختلفة، أدى إلى ارتفاع وتيرة الإبداع، وذلك لعدة أسباب، منها وعي الجيل الحالي من المثقفين بدورهم الإبداعي والأدبي، وسعيهم الحثيث للمنافسة، وإثبات جودة إبداعهم بالاشتغال على تجاربهم، وتثبيت أسمائهم في سماء الإبداع المحلي ثم العربي، كما أن اتساع مناطق المملكة وكثرة أبنائها وارتكاز الإبداع في بعض هذه المناطق ساعد على ذلك.
● هل ترين أن كثرة المسابقات الأدبية يؤثر في حركة الأدب سلبًا أم إيجابًا؟
- لا أعتقد أن هناك أثرًا سلبيًا للمسابقات على الأدب، فإذا لم تحدث المسابقات أثرها الإيجابي، من تنافس وإثراء للمشهد الأدبي والشعري على وجه الخصوص، ومحاولة تقديم وكتابة الأجود والأجمل، فإنها لن تسلب من الأدب مكانة أو إبداعًا.
● كتبتِ في بداياتكِ ديوانًا بعنوان «قراءة في وجه الصمت» ثم رفضتِ نشره.. لماذا؟
- هذا ديوان البدايات والقصائد الأولى، عرّفني على طريق الشعر، وعرّف الشعر بداخلي، كتبته في سن صغيرة وقبل إكمال دراستي الجامعية، ثم كتبت بعده عددًا من القصائد، التي نشرت ووجدت قبولًا لدى المتلقين، واستطعت فيها أن أمسك بخطى ثابتة على طريق الشعر، لذلك عدلت عن تلك القصائد الأولى، واكتفيت في ديواني الأول «نقوش على مرايا الذاكرة» بما كتبته لاحقًا في مرحلة البدايات.
● ماذا تقولين لمَنْ يتعجلون النشر في بداية حياتهم دون استكمال أدواتهم الإبداعية؟
- أقول لهم إن الكتابة الإبداعية ليست شرطًا للنشر، ما لم تقترن بوعي ثقافي بأن يعلم المبدع بوعيه: هل وصل إلى درجة تقديم الجديد الذي يستحق القراءة؟، وهل اشتغل على أدواته حتى تستحق نصوصه أن تبقى حاضرة لدى المتلقين قراءةً وقبولاً وتلقيًا؟
● كتبتِ القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة.. فإلى أيهما تميلين؟
- أميل غالبًا للقصيدة العمودية، لكن قصيدة التفعيلة تأخذني إليها في عدد كثير من المرات، فهي أكثر ليونة وإدهاشًا في بعض الأحيان، أما القصيدة العمودية فهي شعر لا بد منه، وكتابتها غوايات مستمرة.
● وماذا عن قصيدة النثر؟
- لم أجرب كتابة قصيدة النثر، وإن كنت أفضل في قصيدة التفعيلة كتابة القصائد ذات الجمل الشعرية الطويلة، والأقل تكلفًا في البنية الموسيقية.
● لماذا تتركز معظم أشعاركِ حول الجانب الوجداني؟
- كتبت قصائد في مجالات متنوعة، وطنية وتأملية، وعن بلداننا العربية، وقصائد الرثاء، وقصائد إنسانية خالصة، ولكن العدد الأكبر يتركز في القصائد الوجدانية، وذلك مقارنة بإنتاجي في سبعة دواوين شعرية.
● هل تستدعين القصيدة أم هي التي تستدعيكِ لكتابتها؟
- تأخذني القصيدة إليها حضورًا وكتابة، أبدأ معها ولا أعلم أين تتجه بي، لكني أميل دائمًا عند الكتابة إلى وحدة الموضوع في سياق تناغم الشعور الذي تبدأ به القصيدة، أما استدعاء القصيدة فهو يقلل من الدهشة وينحو نحو النظم، فالشعر ملكة لا يُخطط لها، بل تأخذ الشاعر كله إلى دهشتها ومضاميرها ومضامينها.
● اتجه الكثير من الشعراء لكتابة الرواية والقصة في السنوات الأخيرة.. فهل هذه الفكرة مطروحة عندكِ؟
- ما زالت الرواية فكرة مؤجلة، فأنا أحب الشعر قراءة وكتابة وأخلص له، وأرى أنه ليس من الضرورة أن يتحول الشاعر إلى روائي أو قاص، فلكل فن رواده ومريدوه.
● كيف أفدتِ من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر منتجكِ الإبداعي؟
- وسائل التواصل تمثل إعلام العصر، ولديّ تفاعل واسع مع قصائدي وما أقدمه من شعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد اختصرت النشر والوصول والتلقي.
أكدت الشاعرة د. مها العتيبي أن تتويج المبدعين السعوديين بالكثير من الجوائز مؤخرًا يعكس ازدهار المشهد الثقافي بالمملكة، وارتفاع وتيرة الإبداع بسبب وعي الجيل الحالي من المثقفين بدورهم الإبداعي والأدبي، وسعيهم الحثيث للمنافسة، وإثبات جودة إبداعهم بالاشتغال على تجاربهم، وتثبيت أسمائهم في سماء الإبداع المحلي ثم العربي. وأشارت إلى أن كثرة المسابقات الأدبية في الوقت الحالي تثري المشهد الأدبي، والشعري على وجه الخصوص، وتدفع المبدع لمحاولة تقديم وكتابة الأجود والأجمل.
وأبدت سعادتها بالفوز بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الثالثة في مجال الشعر عن ديوانها «اشدد بكفك أحلامي فقد أصل».