@Majid_alsuhaimi
وأنا أكتب كلمات هذا المقال كان عدد مَنْ تلقوا جرعات لقاح كورونا المجاني في بلدي العظيم الكبير المملكة العربية السعودية شرفها الله وحباها بواسع فضله ونعمه أرضا وقيادة وشعبا، المليوني شخص من مواطنين ومقيمين، وكما أثبتت كل الصور والفيديوهات والتجارب التنظيم الهائل والرائع بأعلى جودة وإتقان من كوادر بشرية وأدوات، ومختلف الإمكانات التي جعلت كل هذه التجربة لا تتجاوز دقائق بعدد أصابع اليد الواحدة، هذا العمل الدؤوب لم يكن وليد لحظة، بل استمراراً لصفحات البياض الناصع وأسطر الإبداع، التي سطرتها المملكة في أزمة كورونا في التعامل مع هذه الجائحة العالمية، رغم -ولله الحمد- قلة، بل وانعدام تجاربنا في مثل هذه الجوائح، التي نأمل من الله سبحانه أن تستمر كذلك شحيحة منعدمة إلا أننا تقدمنا على دول عدة لها باع طويل في كل ما يسمى بحالات الطوارئ ومصطلح الـ (Contingency Cases) وهو علم يدرس في مناهج القيادة والتخطيط، كل هذا كان عملا متواليا، وبالتأكيد تخلله التأكد من سلامة اللقاح ومناسبته لنا من كل نواحيه، وأيضا جاء ذلك بعد التأكد من الشركات المصنعة له، التي يشار لها بالبنان عبر التاريخ، فمثلا شركة فايزر هي التي أنتجت الحبوب الخاصة بمسكنات الألم الشهيرة من صداع وآلام وغيرها، التي يستخدمها حول العالم أكثر من مليار شخص، ولقاح أكسفورد تلك المنارة العلمية عبر التاريخ الطويل، وكلاهما يملكان مراكز للأبحاث عملاقة عناصر وعتادا، كل ذلك وغيره أدى إلى أن تتخذ السلطات الصحية لدينا القرار بالسماح لاستخدام تلك العقارات المعتمدة، وبعد كل ذلك أيضا يأتينا مَنْ يشكك باللقاح، وكل خبراته وتجاربه في التركيبات الكيميائية هي (شاهي تلقيمة) أستغرب حقيقة من الآراء السامجة، التي لم تبن إلا على سواليف مجالس وديوانيات لتناطح مخرجات مراكز الأبحاث العلمية الطبية المتخصصة، التي يعمل بها أباطرة علوم العقاقير، الذين أبيضت شعراتهم وتجعدت بشراتهم من التجارب الدقيقة والكبيرة للوصول لتلك النتائج، التي تم اعتمادها منذ عشرات السنين، كيف لمتبطح في أحد المجالس يقارع تلك الصروح العلمية دون أدنى دليل منطقي أو مرجع علمي يرتقي لمستوى الاحترام والرد، مشكلتي مع الجهلة في نقل الكلام الشعبوي أمام الحقائق العلمية من العلماء والمراكز المتخصصة، وأحب أن أشير هنا إلى الفرق الكبير والهائل من موقف مَنْ لا يرغب بأخذ اللقاح مع مَنْ يشكك فيه، لأن الفرق شاسع جملة وتفصيلا، مَنْ لا يرغب خوفا أو حذرا أو تروّيا، فهذا حقه أما مَنْ يشكك ويصف بالمؤامرة وأنها صفقة لتلك الشركات، فهو جاهل بامتياز، فكيف لشركات تربح على حساب خسارة كل العالم جراء هذه الجائحة، وهل تلك الشركات حديثة الإنشاء لتتربح الآن فقط، أما أن لها تاريخا كبيرا يشهد لها؟ وحتى إن تربحت مقابل أن تؤمن لقاحا يحفظنا وأحبابنا ويكون سببا في إعادة الحياة كما كانت، فنعم الرابح والمربوح. آخر ما ردده المتبطحون الجهلة، الذين يشككون باللقاح حفاظا وحرصا وخوفا على أرواحهم أنهم لن يوافقوا على أخذه إلا في حالات الإلزام كالسفر، فهنا مددت قدماي على طريقة أبي حنيفة وقلت: هل أرواحكم أصبحت مقابل الحقيبة؟
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi
@Majid_alsuhaimi